تفور في قلبي كلمات ترتعد فرائص قلمي منها فرقا لأنه يعلم بأنها ستحيل مداده نفطا فيحترق بها ما أن تلامس الورق المترقب الوجل خوف الاحتراق هو الآخر ، فلتذهبا إلى الجحيم ، ولتحترقا كما احترق قلبي ..
ويلكِ كيف هان عليكِ أن أقدم من بعيد حتى إذا ما كنت بين يديكِ صفعت أبوابك في وجهي بلا شفقة لقد أمعنت في قسوتكِ ، أوتضنين علي بسماع صوتك – أيضا ؟
أتذكرين حين تساءلت لم تسمعينهم من رقيق القول ما لا تسمعيني ؟ فكان جوابك ذاك يتغزل ، وأنت تتحفظ ، ويحكِ حشرجة صوتي أرق من كل غزل ، ودموع ذرفتها بسببك أغلى من كل الحروف ، وأدبي أجرأ من كل تهتك وفجور ، وأنفاسي قصائد لو كنت تسمعين ، ولكن قلبكِ اشرب قصائده المتأنقة ، وطبلة أذنك اخترقها عزفه المحترف، لست ضعيفا ، ولست بليدا ، ولست عاجزا عن قول ، ولكن الدموع والزفرات أبلغ وأصدق ، لا جرم تالله لأغرسن في قلبك حروفا أشد من وقع النبل تصيب منك مقتلا ، ولأرسلنها عليك أعاصير تقتلع جذور برودك ، يا عاشقة المجاز جئتك حقيقة أطوي المسافات دونك ، فكان أول شيء فعلتُه أن احتضنتُ حروفا لكِ بعدما نقبت عنها طويلا ، وكأنها كنز .. لم يغمض لي جفن وأنا بجواركِ حتى أُذن للفجر ، فأراني الله – حمدا له -حقيقتكِ لستِ محبة ، بل كذوب لعوب ... ما كنت عندكِ إلا ضربة حظ خائبة ، تنصلتِ منها سريعا دونما أدنى ضرر بينما أحالت فؤادي رمادا ، ويحكِ كدت أهدم بيتا من أجلكِ ، أي عذر لكِ حين رأيتني أتجرع غصص الموت ، فلم تجودي علي بدمعة ألم ، أو حرف رثاء أي قلب هذا الذي بين جوانحك ! يا لبراءتك أدعين لي ! وهل جئتك راهبا متبتلا ! ما كان دعاؤك لي إلا دعاء علي وسخرية بي ِِِ .
تبا لكِِ ! كنت اترقب منكِ نواحا ، فإذا أنت تلهثين خلف حب جديد تستجدين منه قصيدة ؟! لقد نبشتِ قبري ومثَّلتِ بجثتي ..
سأستخير ، فإما اطرحتكِ بعد هذه ، وإما فرغت لكِ ثائرا ، إن كانت الأولى ، فهي أليق بكِ ، وإن تكُ الأخرى ، فوالله لأنشلغن بك عن كل شغل ، ولأسمعنك حروفا لم ينطقها لسان قط تطاردك أشباحا من قبري سأكتبها على كفني ، وأعرضها عليك قطعة قطعة ..، هذا وقت الدعاء .. الآن ادعي الله من قلبكِ .