العتاب واللوم
ليسا من نتاج الضيم ، ولا من بواعث الزَّيْم ، بل هما من بنات الكَيْم
وإن عاتبتُ الأحبابَ فلقدرهم الجليل في القلب
عاتبت رواد المنتدى على عدم قبول استضافتي ، حيث لا يمر بقصائدي مار في كثير من الأحيان سوى أربعة أسماء ، غدوت أتوقعهم كلما أبرقت وأرعدت شعرا ، وفيهم ري الظمأ وسد السغب ، كان ذلك العتاب في مكاتبات مع الدكتور عمر هزاع ، وأقسمت في إحداها أن أهجو المنتدى ورواده ، وحاول الدكتور ثنيي عن إنفاذ اليمين ، إلا أن العذل سُبِق بسيف القسم
فكانت هذه القصيدة ، التي استثارت قريحة همام الشعر وفارس الكلم للرد عليها ، فكان الرد دليلا على طيب جوهره وأصالة معدنه
أورد القصيدتين ، ولولا خوفي من احتراق حروفي بدفء حروف الهزاع لأوردت قصيدته أولا ، فهذا بعض الأدب لمن يعرف الأدب :
قلت :
سافرتْ بين عصفها والسكونِ عزمتي ، حين سافرتْ في شجوني حالمٌ ، والرّؤى بعد ما تعدّت ساحلَ الوهم في بحار الجفون لا شراعٌ يزوره همسُ ريح ينهرُ الصمتَ عن عُلاه المَصون لا يدُ الغيث صافحت ذات يوم ظامئَ البيد ، لا يدٌ من مُزون فارقبوني هنا أغني افتقادي للمسرات باكيا ، أو ذروني تلك نجواي ، بعضُها لم يُدوّنـ.ْ.. ...ــه كاتبٌ قبلُ في صحاف المتون ومضةٌ ، خالها ليلُ حسّي مَشرقاً جاء مُشرقا في ظنوني مُجدبا جئتُ ، راجيا ملتقاكم وأد جدبٍ مُرابضٍ في غصوني أيها الصحب لم يكن لي صحابٌ غيرُ سُهْدٍ مُوسّدٍ في عيوني جئت أرجو ودادكم ، والأماني جاثماتٌ على النوى والمَنون ما الذي فيّ ؟ صبوةٌ ؟ لست أرجو واحةَ الصحب غيرَ غيث حنون يمطر القلبَ ، لو بأطياف ودٍّ من غمامٍ بملتقاكم ، هتون أرتجي "الفاء" في فيافي عُلاكم تمنح الوصل في اغترابات "نوني" هل من العدل أن يذيب انتظاري شمعةَ الودِّ دون أن تقرؤوني زارني البعض في عباءات طَيْءٍ زورةَ النور جاثما في السجون أخمدوا النار ، يا له جمرُ ودّي كاد يستاق منطقي للجنون إنما اللوم أن أرى طائفا في ملتقاكم مسافرا عن فنوني يا صحابي قطعتُ حبلَ اغترابي راغبا حبلَ ودكم ، فاعقلوني اجعلوا القيد مُوثقا في علاكم ثم إن رُمْتُ غيركم فاقتلوني دونكم هجرُ صفحتي إن أردتم منطقَ الهجر ، والمعاناةُ دوني لم أزل رغم هجركم ألتقيكم كلما زرت واحتي . فاعذروني إنه الحب ، كل من ذاق حبا صار مثلي مسافرا في شجوني
فقال
أَرَّقَتْنِي حُروفُ شِعرٍ حَزينِ فَهَمَى دَمْعِي عَاجِزًا مِنْ عُيُونِي وَيَحَنا , يَا أَخِي تُرى هَلْ تَرَاءَى لَكَ مِنَّا بَعْضُ القِلا فِي الظُّنُونِ ؟ إِنَّمَا نَحنُ آلُ حُبٍّ وَ ودٍّ نَحْفَظُ العَهْدَ , مَا بِنَا مِنْ خَؤُونِ شَغَلَتْنَا ظُرُوفُنا فَانْتَبَهْنَا لِخِصامٍ فِي حُرْقَةٍ مِنْ شجونِ فَأَتَيْنَاكَ يَا حَبِيْبُ نُدَاوِي مَا عَرَى شِعْرَكَ مِنْ أَسَىً , وَ فُتُونِ أَفْتَتَنْتَ بِالْهَمِّ الذي بَاتَ قَهْرًا يَسْتَبِيْحُ العَزْمَ الذي فِي المتُونِ ؟ وَ هُنا صَحْبٌ لَو إِلَى الموتِ تَدْعُو لَأَتَوا مَا تَأَخَّرُوا فِي الظُّعُونِ عِشْ عَلَى فُسْحَةٍ مِن العَفْوِ وَ اهْنَا فِي زُهُورٍ مِنْ وَاحَةٍ فِي الغُصُونِ وَ تَأَنَّى وَ قُلْ : يَا نَفْسُ مَهْلًا لَا تَمَادَيْ , فَدُونَ أَهْلِي , وَ دُونِي إِنَّنَا فِي الحياةِ أصحابُ وَعْدٍ زَاخِرٍ بِالوَفا , نَقِيٍّ , مَصُونِ
والله يا دكتور عمر لا أهجوكم ولا أعاتبكم بعد اليوم ، إلا إذا ظمئت لهكذا بيان !!!!!!