مُصطّلبةَ المَشية أمشي , رافعة القامة , عزيزة الهامة , لا أُبصر إلاّ ما هو أَمامي.
لم أنظر يوما إلى الدون , أقف على المعالي , ولا أتَدنّسُ بما سَفُل وإن رُفِع, ولا أتسلّى بما شَانَ وإن زُين وازدان , وجُمِّل وتَجَمّل .
أحمل قلمي في يميني فلا التفات , نعم أتشبعُ بإبداع الآخرين, وأطربُ له ,وأتراقص على أوتار أحاسيسهم, التي عزفوا عليها خُلاصة أروحهم.
لكن قصة سيل حبر قلمي وبداية نبضه, بدأت مع نبض قلبي.
مُذ كنت جنيناً نُفِخَت فيه الروح, فبدأت تباريح روحي مع مشاعري الثائرة .. الهادئه ... الجامحة .. الخجولة تُشاركني الدوران في رحم أمي.
ماذا يعني أن تبدأ روحك تُمليك الكتابة؟.
هي لحظة يعتصر فيه الداخل لدرجة المزج حتى تأزف آزفة النبض ,الذي يتحشرج في صدر القلم ليحصل بعدها سيلان المشاعر المُسطِّر لداخلي .
فكيف لغيري أن يُملي عليّ وحي روحي ونيران مشاعري ؟
ألا ترى البركان هل يخرج إلا ما كان في بطنه, و ولا يتصاعد منه إلا مزيج أبخرته ؟
إن لم تكونوا على دراية بوحي الإحساس وجمر المشاعر, فكيف لكم أن تقلبوا رماد حروفي؛ لتعرفوا أهي بقايا ناري المضطرمة.
وحي الروح أحبتي :
هو نداء يأتيك من أخمصها, يتسلل ويداعب جسمك ،حتى ترتعش أناملك كعصفور بلّلهُ القطرُ, لينتفض قلمك , فيلامس سنانه على مداد روحك قبل أن يلامس مداد الورق .
كيف عن السحر الذي لا يَعِيَهُ من كان حظه قليلا بمعرفه السحر سحر البيان؟ .
سِرّ يا قلمي, واكتب يا فارسي وامتطِ صهوة نبضي, واجرِ على مداد روحي التي استعصت على الكثير أن يفهم عالمها وعوالمها.
وأفض عليّ أولا من سكناتك التي تغشاني بردا وتزيدني يقينا من أن عالم المشاعر والخواطر يَزِيدُ شُعلة قلمي يوما بعد يوم .