طِفلةٌ بيضاءْ حينما تُلامس الشمس خديَها تضيءُ أشعاعاً ينيرُ عتمةَ المُستقبل أقحوانية العطر مُخملية الضفائرِ خضراءُ العيون تُناغي شفائها السماء خطواتها تكادُ خجلى فما زالتْ تخطو بأنصافِ الخطوات ضَحكاتها وكلمَتي ماما وبابا الشبه كاملة هي كل ما تملك في قاموسها اللغوي فهي تتلقى أصوات القنابل بأعينٍ بريئة ذاهلات ودمعة مكبوتة أقطرتها مرةً ولكنها أعتادت صوت الأنفجارات لم تكن ترغب بالمشي فهي تحبو وكأنها تغبط الأرض حباً كان أسمها مغطى بالدم والحروب فجنون أبيها بحب هذا الوطن المذبوح ومعاناته من داء حبه جعلتهُ يسميها (دجلة)
وفي أحد صباحات هذا الوطن المجنون المتمرد على نفسه دفعها فضولها لأكتشاف عالم المشي على الاقدام حاولت وحاولت ونجحت في حفظ توازنها أصبحت تسرح وتمرح فرحى بأقدام طرية لم يَكلُها الهَمْ (دجلة) أغتفلت أهلها وسارت نحو الباب الذي كانت تتمنى أن ترى ما خلفه تجاوزت دجلة عتبةَ الباب أبتعدت قليلاً فداهمها الخوف فحاولت الرجوع لكنها ولبرائتها وطراوة عقلها الذي تفتنه الألوان الجميلة وتجذبهُ كالنحلة التي تجذبها جميلات الزهور أغفلت دجلة باب منزلها من بين أبواب عدة
ولكن مالمشكلة في طفلة في عالم غير عالمنا ولكن في عالمنا مشكلة وأصبحت دجلة في موقف لاتُحسد عليه فهي هذه المرة أمام أختيار لم تدرك اهميتهُ بعد فهي عذراءُ العقل والقلب عمياء الطفولة ومازالت لحد الأن لاتدرك خطورة اللهب فأمامها الكثير لتدرك أن النار تؤذي ولكي يفهمها أبيها بضع كلمات أعدها لها منذ ولدت أن في هذه الأيام الجار أصبح عدو يقتنص الفرص كي تتجنب كل هذه الابواب وتدخل باب بيتها فقط على أن تحرص أن تدخل وأياه وأمها فقط فأعتبت دجلة باب من ابواب الجيران فطرقته بيدٍ ملائكية
فُتِحَ الباب فأختفت دجلة وفي ذلك الحين افتقد الأهل ضوضاءَ دجلة من ضحكاتها ودمدماتها ومخططات الكلمات لديها علت أصواتهم تبحث عنها جن جنونهم فراحوا يبحثون حتى تحت الشراشف والوسادات نعم أيقن الجميع بأن دجلة خطفت قتلت ضاعت
وادجلــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــتاه
وفي لحظة الألم أنصاع والداها لأوامر الجنون فابتاعا عقليهما وأصبحا في عالم أخر
وبعد عدة أيام والأهل ينوحون جنون الولدين وفرقى دجلة الأمل
طُرق الباب بسرعة
فتسارعت الأرواح والقلوب قبل الاقدام لتفتح الباب وياليت الباب ما فُتح وياليت الارواح بلغت الحلاقيم قبل ان تفتح الباب
فالجار يا أهل دجلة أعادها
ولكن كيف أعاد دجلة الأمل
عادت دجلة مقطوعةَ الرأس مغطاةُ الدم بثوبها البهي مذبوحة على الطريقة الأسلامية موضوعة في صحن كبير كأنها في كرسي عرسها ومع مقبلات من أيديها وقدميها على الطريقة العربية وما فيها من كرمٍ وشهامة
ذهُل الناس ومنهم من فقد عقله
وراح الناس يتسائلون
ادجلة فاجرة؟
ام أنها خائنة؟
ام انها كافرة ؟
ومن ذا يجيب وفي كل يوم الف دجلة تقتل ؟
محمود الجبوري
5/9/2007