قصة قلب وليل وجراح
زيدي علي يا جراح ..
وطل مزيدا أيها الليل وطل
لست بمن ينتظر المجيء من هذا الصباح ..
قد كنت بالأمس أنا
واليوم قد غادر بي أمسي وراح ..
*****
قد ضعت يوما من ظلمة الليل الكئيب ..
وكم بكيت في لياليَ عذابي وجراحي من حبيب ..
يقتلني
يذبحني
وفي نهاية الطريق
يجعل قلبي في لياليه يناجي دمعه
يشكو لعتمة الظلام بؤس ليله الصعيب ..
*****
قد خانني يوما من الحزن البكاء ..
في ليلة سال غزيرا بفراق خادع
قال يحبني كثيرا .. كظلام ليل هذه السماء ..
صدقته ..
صدقته رغم تخوفي من العتمة في ليل المساء ..
آه عليه كم بكيت
وعينه لم تمتطر قطرة ماء ..
فلم يكن ذلك يوما خائني ..
إن الذي قد خانني
هو البكاء ..
*****
بالأمس كم خفتك يا جراح ليلي الهمجي ..
لأنني كنت وفي ..
معذرة .. أقصد قد كنت غبي
فلم يعد يوجد معنى للوفاء .. في زمني
ذاك اللئيم الحجري ..
نعم لقد كنت ، وكان ذلك الفؤاد بالحزن غني ..
لكنه لم يعد اليوم كما كان أبي
من كثرة الموت بليله العسير ..
ودمعه الذي بدا كنجم ليلة منير ..
فباع قلبي حزنه لليله ذاك الطويل ..
فصار قلبي بائسا
في عالم الحزن فقير ..
وهاهو اليوم تعلم الجراح
فلن يخاف طول ليله ، فلن يقدر أن يجعل دمعه مباح ..
فهاهو الآن يحرر السلاح ..
فقد تحدى الليل والجرح فصاح :
زيدي علي يا جراح ..
وطل مزيدا أيها الليل وطل
لست بمن ينتظر المجيء من هذا الصباح ..
قد كنت بالأمس أنا
واليوم قد غادر بي أمسي وراح ..
وإلى لقاء
إحساس .