|
نكأتَ الجُرحَ يا مرآةَ نفسي |
و أسكنتَ اللظى جوْفَ ( اْبنَ مُرْسِي ) |
ففاضتْ أعيُنُ الذِّكْرى بدمعٍ |
أراقتْ مثْلَهُ عينُ التَّاَسِّي |
أنا ما عِشْتُ في يوْمِي ، فهلْ لِي |
حياةٌ إنْ أنا خاصمتُ أمسي |
و قدْ رَحَلَ الذينَ بِهِمْ شربنا |
زُلالَ الحُبِّ في كاساتِ أُنْسِ |
أضاؤوا عمرَنا ، أضحى جميلاً |
كَصُبْحٍ زانَهُ إشراقُ شمسِ |
و حينَ بلغتُ علياءَ انشراحي |
سقوْني بينَهُمْ مُرّاً بكأسِ |
و خلَّوْني وحيداً في اْغترابي |
مُكَبَّلَةً يدايَ بحبلِ يأْسِي |
( ينامُ الناسُ في رَغَدٍ ، و أبقى |
وحيداً في الدُّجى أبكي لنفسي ) |
تَنَازَعُنِي الهمومُ و تستبيني |
و تُسْلِمُني لسجّاني و حبسي |
أَيَحْجِبُ عن عيوني طيفَ أُمِّي |
( و ذكرى داعَبَتْ أُذُني بِهَمْسِ )؟ |
أَيَمْنَعُ عن فؤادي حُبَّ أُمِّي |
و أُصْبِحُ غارِقاً فيهِ و أُمْسِي ؟ |
و إنْ هُوَ شَقَّ عنْ صدري ، رآها |
تُخَيِّمُ في شراييني و حِسِّي |
و إنْ هِيَ آثَرَتْ عَنَّا بعاداً |
إلى دارِ الكرامَةِ بعدَ بُؤسِ |
فإنِّي أسألُ الرحمنَ نوراً |
لأُمّي ، وَ هْيَ في ظُلُماتِ رَمْسِ |
و أسألُهُ نعيماً في نعيمٍ |
لها في دارِ إسعادٍ و أُنْسِ |
عسى الفرْدوْس َ يجمعنا ، فنحيى |
معَ اْلأبرارِ نرفلُ في الدمقسِ |