هكذا أراك وأستشعرك..ايها الثائر العربي العظيم.....
وأراك من هناك من بعيد من صحراء بلادي المترامية الأطراف من خلف اسوار الزمن أراك ترتدي حلة الهمً بأناقة.. وسيما تلك الوسامة التي اندثرت من سنين خلت ..اراك بحاجبين كثيفين بعض الشئ .. وأرى غلالة سوداء تلف شعرك تتناغمها شعيرات فضيه وكأني بها تكسر حزنا طاف فوق رأسك.. حزنا اسمه سنين التغريب..وحزنا اسمه القهر ....
أراها وفوق محياك شبه ابتسامة ترتسم ... نصفها ازدراء لما يجري حولك ونصفها الاخر تفاؤل بالربيع القادم... وإن أتى!! ...
ونظرات عينيك تائهة في اللامدى... تارة تجسد الانهاك من يوم ملئ بمجريات الأحداث وتارة تعكس ترقب المفاجآت.... وما أكثر مفاجاءات القدر....تلك العيون تجوبان هنا وهناك تبحثان عن مساحات خضراء مطرزة بلالئ الزهر الذي طالما طرز السهول والوديان ومدارج الجبال ...لتسترخيا وتنعما بالجمال الذي تعشق... تصبوان الى مساحات تلك الأرض التي حبوت فوقها وارتوت شراينك من عذب مائها عيون تحن الى مراتع الصبا والى بيارات البرتقال ورحيق الازهار وفراشاتها التي داستها يد الغدر تطعن بكارى الأشجاره بلا رحمة ....تستبيح دماها بغير حق ...حتى استحال الدم سقيا لسنديان الأرض العتيق المتشبث بأعناق السماء سقيا لزيتونة عجوز غرست بالعرق تحت طيات تراب أرضك لتثمر رغما عن انوف من لا يرضى لها الحياة .. تجول بعيناك تتفتقد زهر اللوز وشقائق النعمان التي باتت باهتة بعد ان كانت مخضبة بلون جمر النار .. أرى عيناك تحكيان قصصا وحكايا منهكتان، تسدلان الستار على احداث فصول المهزلة الواقعية لترتفعا تارة اخرى على فصل من فصول مسرحية حزينة تُلعب على خشبة مسرح خلت الا من غصون شجرة عارية عجوز تستظل بظلها وقد انهك قواك التعب وارسى مراكبك اليأس على شطآن الرحيل... رجل عاش على حلم الاستقرار والأمان آملا باستقباله بوفود تود لو تفتح لك كل الأبواب الموصدة بمتاريس العنجهية الى جنة بلادك الى حلمك الذي دام أعواما طوال هي عمرك وعمر الرجال والنساء والولدان وعمر مازال يزحف ليتقمص اجيالامن بعد..
وأظل أراك .. ويداك تعتصران الأسى ممسكتان بقلم طال شوقه ليرسم حروف عشق أدمنتها و ادمنتك ...قلم ملَ حروف الأسى التي تتآمرالظروف لخطها بحرقة فوق صفحات الدم والموت والدمار نقاطها دموع حرًى تقطر على عز الماضي التليد ... تقطر على فراق الاحبة والخلان ...فواصل تزيد من هموم تخالجك وتعتمل في داخلك ترتسم فوق ورق أيبسه خريف مبكر.. متناثرا بحزن فوق الأرض، يداك تلك، تتوقان بكل ما فيهما من ضعف وارتجاف للنفاذ خلال ذلك الجدار القائم كسد عقيم امام طوفان الحروب المدرجة تحت بند التطهير.. لتعيد عقارب الساعة الى الوراء فيصبح مزج كل الحدود في واحد ليأخذ الشرود منك ثوان تدلف منها الى عالم ذكرياتك التي تحن اليها علك تكمل بها ببعض مجرياتها اجندة يومك المزدحم بنيران الغيظ لتنعم ولو بالنذر اليسير بأحلام ان لم تتحقق فهي على الأقل تبقيك على قيد الحياة ......
كل هذا ولم ارى عمرك ولم ارى حاجة ان أعرفه ، عنه ولكني استشعرته ... استطتعت ان استشفه من رسم خطوط بدأ الزمان يرسمها حول عينيك وفوق جبينك العالي الذي لامس السماء تيها ، وتعال ، وكرامة مصانة بعز واباء وشمم ، جبين علا فوق هامات السحاب ، على الرغم من وابل الرصاص المتساقط كأحجار من سجيل فوق ارضك يمر بين قدميك كسلاسل من نار تكبل قدميك فلا تستطيع حراكا ترقبه من عل ولا تستطيع له صد.....ا و فوهات رشاشات مسومة تُرشق نحو أطفال عزل الا من حجارة تصوب كسهام نارية نحو اجساد تتحرك بلا هوادة ولارحمة ولا عقل ، تلغي صروحا، تقتل صبية و شبابا وكهولا بدون هوادة ، تقتل اشجار السنديان المعمر والزيتون اليانع... تُقلع ...تُحْرق .. إنهم يحرقون رموز بلادك وانت من فوق منصة القهر تراقب تسجل حروفا تتساقط لتخمد نارا تتلوها نارا......وددت لو انك تقبض حفنات من حجارة سجيل تلك المنهمرة فوق ربوع بلادك الغالية تصوبها نحو رؤس الغزاة المحتلين لتحمي أرضا ثراء، وابناء وطن مكلوم لتسعيد عزهم الذي تكالبت عليه يد الشر والغدر واللاانسانية تلك اليد التي احالت ارضك الى برك دم بلا رحمة لتسد به رمق جوع الذل والحقد والتشتت الذي أحالها الى قابض ارواح نهم يلتهم ارواحا بلا رحمة تسد به جوع فم يطلب المزيد كل ساعة كل يوم دون كلل......
هكذا اراك وارى محيطك فما عاد يجدي ان تثور او لا تثور بكلمات اولكمات ... بعبارات او حتى بعبرات فهكذا نحن تخرسنا اليد العليا تزهق ارواحنا وتتركنا رهنا للظروف ولكنك والإصرار حليفك الوفي ... وحصنك المنيع ، دائم الأمل ونحن من ورائك آملين في غد أفضل يتوجه التاريخ بالانتصار.
لميس الامام