مَوْعُدٌ مَعَ السَّحابْ
بئسَ الشرابُ على القَذى والزَّادُ من نقْـعِ التُّـرَابْ بئسَ المنامُ علَـى الأذى واللِّينُ يُسكبُ في الخِطابْ والنَّـارُ تأكُـلُ بعضَنـا والبعضُ في ثَلجِ الطِّيابْ والصَّامِـدُونَ توقَّـفُـوا عنْ دعوةٍ لا تُسْتَجـابْ والموثِـقُـونَ لقَيْـدِنـا لمْ يوثِقُوا حَبلَ الخَـرابْ واللاَّعِـبُـون بوقتِـنَـا لمْ يُتقِنُوا فَـنَّ الحِسـابْ والـخُبثُ يسكنُ بيننـا وكرَ الثعالبِ والذِّئَــابْ وخطـايَ تُسرعُ للمنـى وتعودُ تلهثُ في الإيابْ علِّي أرَى النّبـعَ الَّـذي يشفِي العليلةَ والمُصَـابْ يا صَرخَتي بيـنَ العبـادِ تَحَطَّمتْ مِنْهـا القِبَـابْ وتَحطَّمتْ مِنها الصُّخُورُ الجاثمات على الرقابْ وتلاطمتْ منْ هولِ مَــا سَمعَتْهُ أمواجُ العُبابْ وتأوّهَـتْ منهـا الَّتـي ملّتْ مُسامـرَة الرِّغـابْ قدْ راعَها خفتُ الشُّيـوخِ وهزّها مـوتُ الشَّبـابْ يا طيف من أحببتُ كيـ فَ لي المحبَّة والعِتـابْ أَعْلنْـتُ رَفضِـي للهوى للعِطرِ للشَّهـدِ المُـذابْ للمَـاءِ نشربُـهُ وقــدْ تاهَ المناضلُ في السَّرابْ للزَّيـتِ نسكبُـهُ علَـى أنقاضِ تاريخٍ عُجـابْ للحَـرفِ نرسُمُـهُ بِـلا معنى يُطرَّزُ في الكتابْ حتَّـى أرَى فيـمَـا أرَى رعْداً يغرّدُ في السَّحـابْ فتَسِيـلُ أَودِيـةُ الحِمَـى والزَّرْعُ ينبتُ في الهِضابْ