|
أتيتُ كالليلِ مزويّاً على جسدي |
بين انتظارين لم أصحو ولم أنمِ |
أُعاندُ الأمسَ حتى لا أكون له |
مستقبلاً زاهراً بالخوفِ والندمِ |
ضمائري قوّستني حينما رحلتْ |
وجداً إليكم فلم يبقى سوى ألمِ |
والله ما الحبّ إلاّ ما بكيتُ به |
في أشهر العشق لا في الأشهر الحُرمِ |
أموتُ من نظرةٍ منكِ تكلّلني |
بالعطر و الورد و الفيروز والدّيمِ |
ماذا فعلتُ لعينيكِ لتتركني |
أمضي وحيداً بلا أرضٍ ولا علمِ |
ترمّلتْ كل أيدي الحزن في عنقي |
إذ لم أرى بالهوى عينيكِ في حُلمي |
حلوٌ شجيٌ رقيقٌ ناعسٌ عذبٌ |
طلقُ المحيّا بهيّ اللحن و النغمِ |
يذيبني في شفاهٍ كلّ ما عصيت |
ازددّتُ في لهفةٍ تمتْ بلا تممِ |
أحبها بل جنون الضوء أن طلعتْ |
عليّ كالبدرِ يجلو سوءة الظلمِ |
أُقلبُ اليأسَ في قلبي مكابرةً |
وجمرةُ البعدِ ماتتْ في رمادِ دمي |
مُهدّجٌ الوجه مغبرٌ أخو سفرٍ |
إليكِ يطوي بلاد الحزنِ و الألمِ |
ممزّقٌ كلّما قامتْ مشاعره |
تملّحُ الحبرَ بين الحرفِ و القلمِ |
أقصى أمانيهِ أن يُرمى برؤيتكِ |
نزعاً إليكِ بحفظِ العهدِ و الذّممِ |