الحديثُ الذي دار ما بيننا في الصباحْ
عاد بي للوراءِ ثلاثينَ عاماً وأكثرَ ،
كنتُ أنا حينها يافعاً ، ومهيضَ الجناحْ
*
تأكل الطيرُ زوَّادتي ،والمنافي تُعلِّمُني
كيف أصبرَُ رغم الجراحْ
*
" مَن أنا مَن أنا ؟ ولماذا فلسطينُ ؟ " ،
كنتُ أقولُ ،
وأكتبُ بالدمع شِعري ، وألثمُ خدَّ الرياحْ :
*
" إحمِليهِ لأمي ،
وقولي لها إنني ما تغيَّرتُ ،
ما زلتُ أحيا على حسها العبقريِّ ،
وذكرى الليالي المِلاحْ "..
*
يومها كانت الأرضُ أكبرَ ،
كانت فلسطينُ تعني : فلسطينَ ،
والبحرُ أقربُ مما هو اليومَ منا ،
وميثاقُنا لم يكنْ قد تبدَّل بعدُ ،
وأسقطَ منه المفاوضُ بندَ الكفاحْ !
*
السلامُ عليهِ ،
يفاوضُ باسمي وباسمكَ ، أعزلَ في كل ساحْ
*
السلام على إخوة ، كنت أحسبهم هكذا ، في السلاحْ
*
السلامُ على القدسِ واللاجئينَ ،
وكل الرموز القديمة و "الثورجيينَ" ممن أضافوا
إلى معجم الثورة العبثية ، ألفَ اصطلاحْ
*
السلامُ عليهم وهم ذاهبون لبيع فلسطينَ بيعَ السماحْ
*
السلامُ عليكَ وأنتَ تُغيِّرُ جلدَك ،
تصبحُ غيرَكَ ،
لا فرقَ بين عدوي وبينكَ ،
إلا بكونك أقدر منه على الانبطاحْ
***
الشهيدُ ارتقى
للعُلا واستراحْ
وشذا عطرهِ
في السماوات فاحْ
وأنا قشةٌ
في مهب الرياحْ !
***
السلام على ما مضى من سنيني وراحْ !
والسلامُ على مَن لهم دولتانِ ،
ونحنُ لنا :
وطنٌ واحدٌ مستباحْ !