|
"مخـيمُ النَّصْـر" |
جُـرْحُ النُّصَيْرَاتِ أَدْمَى بالأَسَـى قَلْبِي |
فهـاجتِ النَّفْـسُ كَالبُرْكَـانِ ثَـائِرةً |
بِالْبُغْـضِ تَزْفُـرُ بالآهَـاتِ بالشَّـغْبِ |
عَسَى القَوَافِي إذا اشْـتَدَّتْ عَوَاصِفُهَا |
أنْ تُمْطرَ القَـوْمَ بالأَشْـواظِ والشُّهْبِ |
عَلَّ الجَحَـافِلَ إنْ أَصْـغَتْ لِقَـافِيَـةٍ |
أَنْ تَسْتَبِيحَ العِـدَا في لُجَّـةِ الحَـرْبِ |
أويُلْهَـبَ الشَّـوْقُ للأَوْطَـانِ أَفْـئِدَةً |
أو يَهْيِـجَ الحُبُّ فيهَـا مُهْجَةَ الصَّـبِّ |
أو تَبْعَثَ الرُّوحَ في أَوْصَـالِ مُرْجِفَـةٍ |
نامَتْ على الضَّيْمِ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عُرْبِ |
أو تُشْعِلَ الحِـقْدَ فـي قَلْـبٍ تكنَّفَـهُ |
ظُلْمُ الغداة وَصَـدْرٍ ضَاقَ بالكَـرْبِ |
جَـاءَ اليَهُـودُ بِـدَبَّـابَـاتِهِمْ زُمَـراً |
مُسْتَنْفِـرينَ وقدْ تاهُـوا مِنَ العُجْـبِ |
جَـابُـوا المخَيَّمَ وَانْهَـالَتْ قَـذَائِفُهُمْ |
وَكَـلْبُهُمْ في حِمَـانَـا دَائِمُ الْـوَثْـبِ |
كَـذَا اليَهُـودِيُّ إِنْ يَظْفَـرْ بِسَـانِحَةٍ |
مِنْ غَفْلَةِ اللَّيْـثِ يُبْدِ صـولة الكَـلْبِ |
القَتْلُ والغَـدْرُ والأَحْقَـادُ شِْـرعَتُـهُ |
وَقَلْبُـهُ فِي الأَذَى أَقْسَـى مِنَ الذِّئْـبِ |
أَعْدَاءُ يُوسُفَ مُذْ كَـانُوا فَهُمْ طَرَحُـوا |
نَـورَ النُّبُـوَّةِ فِـي غَيَبوبَـة الجُّـبِّ |
جَـاءَتْ جَحَـافِلُهُمْ تَـزْهُـو بِرَايَتِهَـا |
تَصْـبُـوا أَكُـفُّهُمُ للسَّـلْبِ وَالنَّهْـبِ |
فاسْـتَقْبَلَتْهُمْ مِنَ القَسَّـامِ صَـاعِقَـةٌ |
كَـالسَّـيلِ يَزْخرُ بالأَهْـوالِ والرُّعْبِ |
إيـهٍ كَـتَائِبَ عِـزِّ الدِّيـنِ يَـالَهَبـاً |
يَشْـوِي العِـدَا وَحَمِيماً دَائِـمَ الصَّبِّ |
يامَنْ جَعَلْتُمْ رُؤُوسَ البغْـيِ مُرْغَمَـةً |
يامَنْ رَكبْتُمْ عُبَابَ المَرْكَـبِ الصَّـعْبِ |
هَذِي سَـوَاعِدُكُمْ في الحَرْبِ شَـاهِدةٌ |
ونَبْلُكُـمْ إنْ مَضَى يَهْـوِي إلى القَلْبِ |
للـهِ دَرُّكُـمُ مِـنْ فِـتْـيَـةٍ صُـُبـرٍ |
عَلَّمْتُمُ الخلْـقَ فَـنَّ الطَّعْنِ والضَّـرْبِ |
يامَنْ حَملْتُمْ عَلَـى الرَّاحَـاتِ أَنْفُسَكُـمْ |
مُسْتَبشِـرِينَ حَمَاكُمْ -إِخْوتِي- ربِّـي |
إذا هَتَفْتُـمْ أَضَـاعَ القَـرْمُ حِكْـمَتَـهُ |
خَـوْفـاً فَكَيْفَ بِمَنْ في حَيْرةِ الضَّـبِّ |
حَتَّى الأُسُـودُ إذَا لاحَتْ كَـوَاكِـبُكُـمْ |
فَـرَّتْ فَكَـيْفَ بِقِـرْدٍ خَـائِـرِ اللُّـبِّ |
إذا اليَهُـود ُرَأَوْكُمْ وَلْـوَلُـوا فَـرَقـاً |
ثمَّ اسْتَطَـارُوا إلى الفُـولاذِ والصُّلْبِ |
وهلْ تُجِـيـرُ مِـنَ الآسَـادِ رَابـيَـةٌ |
أَمْ تُوقِفُ السَّيْلَ أَكْـوَامٌ مِنَ التُّـرْبِ؟! |
وَهَلْ تَصُدُّ لَظَـى القسَّـامِ مَـرْكَـبَـةٌ |
أَمِ العِصِيُّ تُبَاري صَـوْلَةَ العَضْـبِ؟! |
أَمِ العَـبِيدُ وَمَاشَـادُوا وَمَـاجَـمَعُـوا |
مِـنَ الْحَـدِيـدِ يُدَارِي قـدرةَ الـرَّبِّ |
إنَّ اليَهُـودَ إذَا ثَـارَتْ كَـتَـائِـبُنَـا |
كَـانَتْ مَتَاريسُهُمْ أوْهَـى مِنَ العُشْبِ |
إذَا رُؤُوسُـهُمُ مِـنْ فَـوْقِـهِمْ ثَقُلَـتْ |
كَـانَتْ قَوَاضِبُنَـا مِنْ أَنْجَـعِ الطِّـبِّ |
مُخَـيَّمَ النَّصْـرِ يـاذَا العِـزِّ والكَـرَمِ |
ياوَثْبَـةَ الليثِ عِنْدَ الـرَّوْعِ والنَّـدْبِ |
إِذَا المُنَـادِي بَدَتْ فِي الأُفْـقِ رَايَتُـهُ |
كَـانَ النُصَيْرَاتُ هُمْ إِطْـلالَـةَ الرَّكْبِ |
لايَطْرُقُ الضَّيْفُ بَاباً مِنْ مَسَـاكِـنِهِمْ |
إلاَّ وَحَلَّ بِهَا أَهْـلاً عَلَـى الـرَّحْـبِ |
هـمُ السَّـحَابُ إذَا مَـاالْغَـيْثُ أَثْقَلَـهُ |
مَحَتْ جـواهِـرُهُ تَكْـدِيـرَةَ الجَـدْبِ |
يَشْقَـى البُغَـاةُ بِبَأْسٍ مِنْ سَـوَاعِدِهمْ |
وَيَحْفَلُ الحِّـبُّ بالتِّـرْحَـابِ والحُـبِّ |
وقولُهُمْ في غِمَـارِ الحَـرْبِ زَلـْزَلَـةٌ |
لايَرْكَـنُونَ إلى التَّنْدِيـدِ والشَّـجْـبِ |
لايُهْـرَعُـونَ إلى أَطْـلالِ مُـؤْتَمَـرٍ |
لايَعْـبَـأُونَ بِفِكْـرِالشَّـرْقِ والغَـرْبِ |
أَهْلُ النُّصَـيْرَاتِ هُمْ أهلِي وَهُمْ أَمَلِـي |
هُـمُ الأَحِـبَّةُ هُـمْ صَحْبِي وَهُمْ حِزْبِي |
قَدْ أنطقَ اللـهُ فِي أَوْصَـافِهِمْ قَلَـمِي |
وألْهَبَ الشَّـوْقُ مِنْ ذِكْـرَاهُمُ قَلْبِـي |
تِلْكَ الـرُّبُـوعُ لَهَا فِـي القَلْبِ مَنْزِلَـةٌ |
وفي فِلَسْـطِينَ بالأَشْـوَاقِ مَا يُصْبِي |
إذا بَكَيْتُ فَمِنْ جُـرحِـي وَمِنْ شَـجَنِي |
وإِنْ عَـزَفْتُ فَمِنْ نَبْضِِي وَمِنْ حُـبِّي |