|
ترفعت عن درب المذلة شامخاً |
ومابين أهداب الشذا قد غدا غدي |
وقلت لنفسي والدروب محيطة |
إذا كان درب العز خلف الردى ردي |
فقد كنت بين الزمهرير مسافر |
وقد كان قلبي في هجير الصدى صدي |
وكم شدني شوقي لأمجاد أمتي |
تجسدها حقا هداية مهتدي |
فيدوي بها التكبير فخرا وعزة |
ويهوي بها في لحده كل ملحدِ |
أيا أمتي والعيش أوهام لحظة |
إذا لم تثوري خوف بأس العدى عدي |
فهبي وثوري للجهاد كرامة |
ويكفيك ما قد ضاع منا سدى سُدي |
ففيك كنوز الخير تنساب ثرةً |
وما دمت مهدأ للهدى والجدى جٌُدي |
أرى وجهك الوضاء يبرق نوره |
تكلله الأزهار بين الندى ندي |
أيا أمتي والزاد قرآن ربنا |
فزيدي به قربا ومن زاده زدي |
فكم لك من أمجاد ماضي مؤثلٍ |
ولن تمسح الأمجاد أحقاد حاقدِ |
ولن تنتهي في صولة الزيف نخوة |
أرادت لها ذلا عداوة معتدي |
أيا أمة الإسلام يا خير أمة |
روابطها تشتد عند الشدائد ِ |
فكم سقت غدارا إلى حتفه ضحى |
وكم قد تردى صائد في المصائدِ |
أيا أمة الإسلام والعدل أبشري |
سيحميك مغوار ويفديك مفتدي |
يطبق شرع الله في كل شأنه |
له أسوة في خير قائد يقتدي |
ففي القدس أبناء الخنازير عربدوا |
وكم قد أبادوا ساجدا في المساجدِ |
وكم هدموا دارا وقد ضمَّ أسرة |
أضاعوا به ظلما جهود مجاهدِ |
فكم نقضوا كل المواثيق خسة |
وكم قد تجلى كيدهم في المكائد |
ِفمن خان خير الخلق والوحي نازلٌ |
تُرى هل يفي في عهده للمعاهدِ |