حاولت ان اختار حكمة ولكن القصيدة برمُتها حكم تموسقت في نسيج عالي الصنع محكم الصناعة.
في البيت الأول:
أَتَنْجُو؟ وَهَلْ يُبْقِي الصِّحَابَ عِتَابُ= وَتَرْجُو؟ وَهَلْ يُسْقِي الشَّرَابَ سَرَابُ
[استفهام بدأه الدكتور ليعيد لنا (هل غادر) الشعراء باسلوب عصري.
وَقَومٌ تُذِيبُ الصِّدْقَ فِي مُرِّ مَا افْتَـرَتْ وَقَـومٌ تُرِيـبُ الحَـقَّ ثُـمَّ تُــرَابُ
فَمَا لِي أَرَى قَومِي عَنِ الفَجْرِ أَعْرَضُواوَلِلفُجْـرِ قُرْبَـانٌ لَـهُـمْ وَقِــرَابُ
تريب وتراب < قراب وقربان.
كل كلمة أمة بوحدها, وإن بدتا في أول وهلة كلمة واحدة
حقا إنه الجناس الذي قال عنه عبد القاهر الجرجاني- رحمه الله- في دلائل الإعجاز :"كأنَّه يخدعُكَ عَنِ الفائدة وقد أعطاها ويوهمُك أنه لم يَزدْك وقد أحسنَ الزيادة و وفـّاها".
وَكَمْ مُدَّعٍ فِـي اللهِ حُبِّـي فَـإِنْ رَأَىقُدُورَاً لِطَهْـوِ الغَـدْرِ سَـالَ لُعَـابُ.
صورة بيانية بكر فتقتها قريحة الدكتور .
وَكَيفَ يَطِيبُ العَيْشُ لِلحُرِّ فِي الدُّنَـىإِذَا حَكَّمَـتْ فِيهَـا الشَّرَائِـعَ غَـابُ
وَكَيفَ يُهَابُ اللَيثُ فِي الغَابِ إِنْ عَوَتْ عَلَيـهِ ذِئَـابٌ أَوْ عَصَتْـهُ كِــلابُ
وَكَيفَ يَكُونُ الجَوُّ فِي النَّفْـسِ رِفْعَـةًإِذَا أَخْلَـدَ البَـازِي وَطَـارَ غُـرَابُ
هذه نشرة أخبار موجزة فاقت نشرة أخبارالجزيرة .
فَتَزْهُـو بُنَيَّـاتُ الحُـرُوفِ نَـدِيَّـةً وَتَعْشُو عَنِ الأَفْهَـامِ وَهْـيَ ضَبَـابُ
وَإِنْ يَطْعَنِ الأَصْحَابُ فِي ورْدِمَنْطِقِي فَإِنِّـي لِظُلْـمِ الأَقْرَبِـيـنَ كِـتَـابُ
أَيُمْدَحُ بَعْضُ السَّجْـعِ مَدْحَـاً لِطَيْـرِهِوَشَدْوِي عَلَى أَعْلَى الغُصُـونِ يُعَـابُ
وَلَو كُنْتُ مِنْ أَهْلِ المُدَاجَاةِ فِي الوَرَىلَجَـلَّ لَنَـا قَـدْرٌ وَعَــزَّ جَـنَـابُ
وَلَكِنَّنِـي أَهْـلُ النَّـزَاهِـةِ وَالـعُـلا وَأَنَّـى لِمَـنْ يَبْغِـي عَلَـيَّ طِـلابُ
وَمَا يُجْحَـدُ الحَسُّـونُ عَـذْبَ تَرَنُّـم ٍعَلَـى أَيْكِـهِ مَهْمَـا يَطِـنُّ ذُبَــابُ
وَمَا تُرْمِدُ الشَّمْـسَ المُضِيئَـةَ غَيْمَـةٌوَمَـا يُفْسِـدُ التِّبْـرَ النَّقِـيَّ تُــرَابُ
هنا دمغت قطعان الحداثة وزُعرانـُها, وقبلهم ساستها ومن شابهم فأزهقتهم حتى النخاع..
بدأتها حكمة وأنهيتها حكمة , تالله إنها لأحدى الكبر
حقا إنها ترتيل من تراتيل لقمان الحكيم تلوتها علينا.
فماغادرت لنا سمعا , و لا فارقت لنا بصرا .
عرفت شهد المنطق وحلوه .
حضرة المؤسس:
طالما قرأت لك وتهيـّبت الرد .
لجزل كلامك و مقامك.
وسأظل أردد :
وابن اللبون إذا ما لُزفي قرن = لم يستطع صولة البُزل ِ القناعيس ِ
بل اقل من ابن اللبون اقل ..... أنا
وأكبر من القناعيس أكبر..................... أنت
تحية لاتبلى ولا تفنى