|
محنة الشـــعــر |
علـى مَهـلٍ تأتـي إليّ القصـائد |
و تنـفر أحيانـا ً فأركـض خلفها |
كأنَّـي صياد ٌ وهـنّ الطرائـد |
و يعجبنـي ما راق منهـا فأحتفي |
و يَصـرفني عنهـا غبيٌ و جامـد |
و تعـرض أحيانـا ً جمالاً مزيّفاً |
و تجهـل أنّـي ذو مـراسٍ و ناقـد |
فهـذا جمـالٌ نشتـريه بعمـرنا |
و هـذا جمالٌ " يقصف العمرَ " كاسد |
و يسلـس أحيـاناً قيـادُ قصيدتي |
و تنفـِر أحيانـاً و فيهـا أُكـابد |
أُصفـق إن مالت عليَّ بجيدهـا |
و تُـرهقني تلـك الحِسانُ الفـرائد |
و أصعـد حتـى آخر العمر ِخلفها |
و تعلمُ أني ـ لا محالة ـ صاعد |
عنيـدٌ فلا يُغريه في الدرب مـورد |
أمـرُّ به عطشـانَ و المـاء بـارد ! |
عفيفٌ فـلا تقـوى عليـه و ليمـةٌ |
وكـم أسقطـت في وحلهـنّ الموائد ! |
أُحصِّـنُ هذا الشعرَ بالطهر و التقى |
و عن حُـرمة الحرفِ المصّفى أجالد |
و أسقيـه من ماءِ العيون و ليس لي |
سـواه خلـيل طيّـبُ الذكـر خـالد |
و يرشقنـي سهـم فأعلـم أنـه |
كصاحبـه سهـمٌ شقـيَّ و حـاقـد |
و لا تستبينـي ذاتُ غُنـجٍ بَدلّـهـا |
إذا خطـرت تهتـزّ و العـرق فـاسد! |
و أقـرأ شعـراً لا أُطيق سماعـه |
تفيـض به ـ رغم الأنوفِ ـ الجرائد |
يحاصـرنا حتـى النخاع و نشتكـي |
و يرجمنـا حتـى تكـلَّ السـواعـد |
طلاسـم ُ لا أسطيع فكَّ رموزهـا |
و يعجـز عن فـكِّ الرموز الجهابـد |
و يسقـط أحيانـاً فيؤذي نفـوسَنـا |
كما سقطـت فـوق الرؤوس الجلامـد ! |
فلا همّـه هـم الجيـاع و لا بـه |
غَنـاءٌ و لا تُبنـى عليـه المقـاصـد |
و هـل تعجب الغادات و هي سقيمة ٌ |
ولـو أثقلـت أعناقَـهنّ الـقلائـد ! |
إذا لـم يكن في الشعر ريٌ و رونقٌ |
فـأولى بهـذا الشعـر تـلك المواقـد ! |
تقـافز فرسـان القصـائد حولنـا |
وكـلُّ لِمفتـاح القـصيـدة فـاقـد |
يقـول بأنـي لا أُجـارَى و إننـي |
و حيـدٌ بمضمـارِ القـوافي وواحـد |
و هل يستطيع الضربَ من لا يُجيده |
وليس له في الحـرب سيفٌ و ساعـد !؟ |