|
بعثوا الـخلافة سيرة في النادي |
أيـن الـمبايع بـالإمام يـنادي |
من بات يلتمس الخلافة في الكرى |
لـم يـلق غـير خـلافة الصياد |
ومـن ابـتغاها صـاحباً فمحلها |
بـين الـقواضب والـقنا المياد |
أو فـي جـناحي عـبقري مارد |
يـفـري الـسماء بـجنة مـراد |
الـيوم لاسـمر الـرماح بـعدة |
تـغني ولا بـيض الـظبا بعتاد |
هـيهات عـز سـبيلها وتقطعت |
دون الـمـراد وسـائل الـمرتاد |
حـلت عـلى ذهب المعز طلاسم |
ومشت على سيف المعز غوادي |
أيـن الـكرامة والـوقار لـجثة |
نـبشوا عـليها الـقبر بعد فساد |
والـميت أقـرب سلوة من غائب |
يـرجى فـلا يـزداد غـير بعاد |
قـل فيم يجتمع الرجال وما الذي |
يـبغون مـن دول لـحقن بـعاد |
مـا لـم يـبد منها على يد أهله |
أخـنى عـليه تـطاول الآبـاد |
لـم تـستقم لـلقوم خلف عمادهم |
هـل تـستقيم وهـم بغير عماد |
غـلبوا عليها الراشدين وضرجوا |
أم الـكـتاب بـجـبهة الـسجاد |
وبـنوا عـلى الدنيا بجلق ركنها |
وعـلى عـتو الـملك في بغداد |
جـعلوا الهوى سلطانها ودعوا لها |
مـن لا يـسد بـه مكان الهادي |
وأنـا الـذي مـرضتها في دائها |
وجـمعت فـيه عـواطف العواد |
غـنيتها لـحناً تـغلغل في البكا |
يـارب بـاك في ظواهر شادي |
ونـصرتها نصر المجاهد في ذرا |
عـبدالحيمد وفـي جـناح رشاد |
ودفـنتها ودفـنت خير قصائدي |
مـعها وطـال بـقبرها إنشادي |
حـتى اتهمت فقيل تركي الهوى |
صدقوا هوى الأبطال ملء فؤادي |
وأخـي القريب وإن شقيت بظلمه |
أدنـى إلـي من الغريب العادي |
والله يـعلم مـا انـفردت وإنـما |
صورت شعري من شعور الوادي |
كـنـا نـعـظم لـلهلال بـقية |
فـي الأرض من ثكن ومن أجناد |
ونـسن رضـوان الخليفة خطة |
ولـكل جـيل خـطة ومـبادي |
وجـه الـقضية غـيرته حوادث |
أعـطت بـأيد غـير ذات أيادي |
مـن سـيّدٌ بـالأمس ننكر قوله |
صـرنـا لـفعال مـن الأسـياد |
إنـي هـتفت بـكل يـوم بسالة |
لـلترك لـم يـؤثر مـن الآساد |
فـهززت نـشأً لا يـحرك للعلا |
إلا بـذكـر وقـائـع الأنـجاد |
عـصف المعلم في الصبا بذكائهم |
وأصـار نـار شـبابهم لـرماد |
ولـو ان يـوم الـتل يوم صالح |
لـحـماسة لـجـعلته إلـيـادي |
وفـد الـخلافة لا أنـبهكم على |
بـلـد حـفي بـالنزيل جـواد |
تـنسون في واديه لو نسي الحمى |
مـا قـد هجرتم من هوى ووداد |
إن الـعلاقة بـيننا قـد وثـقت |
فـكأن عـروتها مـن الـميلاد |
جرح الليالي في ذمام الشرق في |
حـبل الـعقيدة فـي ولاء الضاد |
لـولا الأمـور لسار سنته القرى |
وجـرى فـجاوز غـاية الأرفاد |
مـا فـي بـلاد أنـتم نـزلاؤها |
إلا قـضـيـة أمــة وبــلاد |
أتـحاولون بـلا جـهاد خـطة |
لـم يـستطعها الـترك بعد جهاد |
نفضوا القنا المنصور من تبعاتها |
والـظافرات الـحمر في الأغماد |
كـانت هي الداء الدخيل فأدبرت |
فـتماثلوا مـن كـل داء بـادي |
نـزعوا مـن الأعناق نير جبابر |
جـعلوا الـخلافة دولـة استعباد |
مـن كل فضفاض الغرور ببرده |
نـمرود أو فـرعون ذو الأوتـاد |
تـروى بـطانته ويـشبع بطنه |
والـملك غـرثان الرعية صادي |
مضت الخلافة والإمام فهل مضى |
مــا كـان بـين الله والـعبّاد |
والله مـا نـسي الـشهادة حاضر |
فـي الـمسلمين ولا تـردد بادي |
خرجوا إلى الصلوات كل جماعة |
تـدعو لـصاحبها عـلى الأعواد |
والـصوم بـاق والـصلاة مقيمة |
والـحج ينشط في عناق الحادي |
والـفطر والأضـحى كـعادتيهما |
يـتـرديان بـشـاشة الأعـياد |
إن الـحضارة في اطراد جديدها |
خـصم الـقديم وحرب كل تلاد |
لا تـحفظ الأشـياء غـير ذخائر |
لـلـعبقرية غـيـر ذات نـفاد |
هـي حـسن كل زمان قوم رائح |
وجـمال كـل زمـان قوم عادي |
تـمشي الـقرون بنور كل مكرر |
مـنها كـمصباح الـسماء مـعاد |
كـم مـن محاسن لا يلاث عتيقها |
فـي الهجرة اجتمعت وفي الميلاد |
أخذت أحاسنها الحضارة واقتنت |
روح الـبيان وقـول كـل سداد |
لم تحرم البؤس العزاء ولا الأولى |
ضـلوا الرجاء من الشعاع الهادي |
الـقيد أفـسح من عقول عصابة |
زعـموا فـكاك العقل في الإلحاد |
سنن الزمان إذا جرت في وجهها |
ظـفـرت بـكل بـلادة وعـناد |
فـاشفوا الـممالك من قضاة صيّد |
قـعـدوا لـصيد ولايـة أو زاد |
وتـداركوها مـن عمائم صادفت |
مـرعى مـن الأوقاف والأرصاد |
وخـذوا سبيل المصلحين وأقبلوا |
روح الـزمان هـوامد الأجـساد |
ردوا إلـى الإيـمان أجمح عِلية |
وإلـى مـراشده أضـل سـواد |
أمـم كـملموم الـقطيع ترى لهم |
شـمل الـجميع وفـرقة الآحـاد |
يـدعون أبـناء الـزمان وإنـما |
جـمدوا ولـيس أبـوهم بـجماد |