|
(صُنْتُ نفسي عَمَّا يُدَنِّسُ نفسي) |
بِزَمانٍ يَعُجُّ في كُلِّ رِجْسِ |
وَحَمَلْتُ الفُؤادَ فيهِ عَلى الحُبِّ |
وَرِيحُ الجَفَا تَجُولُ بِحِسّي |
وَتَناسَيْتُ غَدْرَ مَنْ غَدَروا بِي |
وَتَجَاهَلْتُ لُؤْمَ كُلِّ مُخِسِّ |
وَأبَيْتُ الهَوانَ رَغْمَ العَوَادِي |
رافِعاً هَامَتِي بِعِزٍّ وَرَأْسِي |
وَحَفِظْتُ العُهودَ.. ما خُنْتُ عَهْداً |
رَغْمَ نَكْثٍ مِنَ الرِّفاقِ وَنكْسِ |
أناَ مَنْ عَانَقَ السَّحَائِبَ فَنِّي |
وَرَوى شِعْرِيَ الأثيرُ بِجَرْسِ |
تَتَغَنّى الطُّيورُ فيهِ وَتَشْدو |
فِي انْسِيابٍ مُوَقَّعِ اللحْنِِ سَلْسِ |
مُسْتَمِدَّاً خَلائِقِي وَشُمُوخِي |
مِنْ صِفاتٍ تُشْفي الصُّدورَ وَتُؤْسِي |
سَنَّها المُصْطَفى فَمِلْتُ اليها |
مِثلَما مَالَتِ الغُصُونُ لِشَمْسِ |
وَحَرِيٌّ بالمسلمينَ جَميعاً |
أنْ يَهُبُّوا وَيَصْرُخُوا بعدَ خَرْسِ |
قدْ صَحَتْ مِنْ رقادِها الأمَمُ الاخْرى |
فَحَتّامَ تَرقُدونَ بِرَمْسِ |
رَحِمَ اللهُ أحمداً كانَ فينا |
خيرَ صاحٍ وَناصِحٍ وَمُؤَسِّ |
وَمُعِينٍ وَمُرْشِدٍ ذي شُموخٍ |
في زَمانِ الاقزامِ من كلِّ جِنْسِ |
كَمْ تَحَدّى اليهودَ دونَ حِراكٍ |
وَأَهانَ اليهودَ مِن غَيرِ نَبْسِ |
رُبَّ جَاثٍ أقدامُهُ لَمْ تَطَأ أرضاً |
بها داسَ فَيْلَقاً أَيَّ دَوْسِ |
إيهِ يا شيخَنا المُفارِقَ إيهِ |
كَمْ صَنَعْتَ النفوسَ نَفْساً بِنَفْسِ |
ثُمَّ صُغْتَ الجِهادَ لَحْناً أَبِيَّاً |
عَزَفتْهُ حَمَاسُ في كلِّ عُرْسِ |
يا لَهُ منْ لَحْنٍ جَميلٍ طَهورٍ |
لِحَياةٍ كَريمَةٍ ذاتِ قُدْسِ |
أيُّها الشَّيْخُ هذِهِ أمَّةٌ لا |
يُرْتَجى مِن أنْذالِها أيُّ بَأْسِ |
هذِهِ أمَّةٌ عَقيمٌ دُجاها |
مُكْفَهِرٌّ وَبارِدٌ بَرْدَ رَمْسِ |
يا ضَميرَ التاريخِ قُلْ لِي أضَمَّتْ |
مِثلَ قَوْمي يوماً مَزابِلُ أمْسِ |
شَهِدَ الُله أنَّني مِن أذاهم |
زادَ جُرْحي وَشَابَ شَعْرِي بِرَأسِي |
وَضَيَاعِي ما بيْنَ حَلٍّ وَحَلٍّ |
كَضَياعِ المَطْرُودِ أيانَ يُرْسِي |
لاجئٌ هائمٌ وَلا مِنْ مُغيثٍ |
مُسْتَباحُ الأعْراضِ أحْرُسُ قُدْسِي |
مِنْ عَدُوٍّ بَزَّ الخَنازيرَ عُهْراً |
ليسَ يُرْضيهِ غيرَ قَتْلي وَطَمْسِي |
كلُّ حَلٍّ يَجيءُ مِنْ أرْضِ روما |
هُوَ حَلٌّ مُهَوَّدٌ لا يُؤَسّي |
فاليَهودُ القُرودُ أحْقرُ شَعْبٍ |
مِنْهُ إبليسُ يَسْتَعيذُ بِهَمْسِ |
كيفَ نَرْضَى بِغَزَّةٍ وَأريحَا |
وَاْبْنُ بيسَانَ فيِ المُخَيَّمِ مَنْسِي |
أينَ مِنْكُمْ يا أيُّها العُرْبُ قُدْسٌ |
قَبَّلَ المُصْطَفى ثَراها بِأمْسِ |
وَأتاها الخَطَّابُ مَشْيا وَأمْسى |
يَحمُدُ الَله في خُشوعٍ وَهَمْسِ |
ليتَ شِعري واليومَ أضْحَتْ كَوَكْرٍ |
لِحُشودِ اليَهودِ مِنْ كلِّ جِنْسِ |
يَقْتُلونَ الاطفالَ قَتْلَ الأقاحي |
تحتَ قَصْفٍ مِنَ الجَحيمِ وَغسِّ |
وَحَواليْها المُسْلِمونَ وُجُومٌ |
وَكَأنَّ الوَرى أُصِيبوا بِخَرْسِ |
وَكَأنَّ الأقصى كَنيسَةُ مَهْدٍ |
وَكَأنَّ القُرآنَ أسفارُ قِسِّ |
يا إلهي كَبيرةٌ هذِهِ البَلْوَى |
على النَّفْسِ وَالضَّميرِ وَحِسِّي |
يا إلهي اليكَ أشكو انْتِفائي |
وَشَقائي وَمُرَّ عَيْشِي وَبُؤْسِي |
رَبِّ هذا القَضَاءُ مِنكَ قَضَاءٌ |
لا أعِي قََطُّ مِنْ ضَآلةِ نَفْسِي |
رَبِّ إني أشكو إليكَ قُصُوري |
فَتََرَفَّقْ بي في قُصُوري وَلُبْسي |
كلُّ ما أرْجُوهُ رِضَاكَ وَإنِّي |
طَامِعٌ في رِضَاكَ ما صُنْتَ نَفْسِي |
رَبِّ ذا الشَّيْخُ قَدْ أتَاكَ شَهِيداً |
فَتَقَبَّلْ في جَنّة الفِرْدَوْسِ |