|
أَجْمِلْ بِحسِّك في الصبابة يا مَلَـك |
و انثرْ عَلى قلبي الهوى , ما أجملـك |
مكَّارُ حرفٍ , قد سلبـت بأحرفـي |
لبَّ الفصاحـة , فالمعونـة أسألـك |
يا شاعري الحسـاسَ إنَّ جوارَكـم |
أهدى إليّ الودَّ فـي شعـر سلـك |
زدني , لأنت الشعرُ مِن يدِك ارتوى |
و أتى اليراعُ لِكي يعاقـرَ منهلـك |
خذني لجنـات الحـروف زهورهـا |
باقات فُلِّي كـم تتـوق قرنفلـك |
و اسمح لشعري أن يقول مشاكسًا : |
( دعْ لِي الغرامَ و خذْ إليك تبتلك ) |
لك أن تقول - تعففًا - يا صاحبـي |
ألفًا ( معاذَ اللهِ ) , في ليـل حلـك |
أما أنا لـن تستطيـع " زليخـةٌ " |
إلا ندائيَ في الغرام بـ: ( هيت لك ) |
طوبى لِحرفِكَ يـا ابن نجد - ما حكى - |
طـوبـى لِشِـعْـرٍ بِالبـداهَـةِ كَـلَّـلَـك |
آلـيـتُ إلا أنْ أَرُدَّ وَ فِـــي فَـمِــي |
كُـلُّ الثنـاءِ قصيـدةٌ , وَ سَعيـتُ لَــك |
وَ عَلِمـتُ أنـكَ فــي الـغـرام مُعَـتَّـقٌ |
فِـي دنِّ عِشقـي فانتشـيـتَ وَ أثمـلَـك |
وَ وَجـدتُ أنـكَ سابـقٌ فِــي مُهجـتـي |
حُـبَّ الغوانـي , فاسْتبقـتُ لِأسـألَـك : |
( أتـراكَ مِثلـي قـد غـويـتَ بأضـلـع |
حَمَلتْ قِبـابَ النـورِ فـي لَيـلٍ حلَـك ؟ |
أمْ هِمـتَ فـي قَـطْـعِ الشـفـاهِ بِقبـلـةٍ |
وَ جنيتَ موسـمَ تِينهـا , وَ سَفَرجلَـك ؟ ) |
يـا صاحبـي مـا كنـتُ أتـركُ غــادةً |
إلا و فيهـا العشـقُ نصلـيَ قـد سَـلَـك |
أو كـنـتُ أعـفـو الـيـومَ إلا بعـدمـا |
قلـبُ الفتـاةِ بِراحتـي - حُبًّـا - هَلَـك |
حَسْبِـي بـأنَّ الغـيـدَ أنـجـمُ دَوْرَتــي |
وَ بأننـي بـدرٌ تَسـامَـى فــي الفَـلَـك |
هـذا الفـراتُ النـهـرُ يَشـهـدُ أنـنـي |
مَلِكُ الغرامِ , وَ سَلْ - تُصَدِّقْ - مُوصِلَك .. |
و أنا ابـنُ " دَيـرِ الـزُّورِ " نبـعُ تَشبُّـبٍ |
وَ "الحُورُ عِيْن " يَقْلُنَ لِيْ : ( مَا أَجْمَلَك ) .. |
فَسَـلِ الشـآمَ عَـن الفـتـونِ زرعتُـهـا |
مُهَـجَ النسـاءِ فهـات جَـرِّبْ منجـلَـك |
و احصـدْ إذا اسْطعـتَ القلـوبَ صَبـابـةً |
و اغـرفْ بِيَـدِّكَ كَـي تُـرَوِّي مَنهـلَـك |
أنــا لا أقــولُ الـقـولَ إلا فـاعــلًا |
لَكنـنـي أنْـهَـى سِــوَاكَ , وَ أَقْبَـلَـك |
فَاقْـبَـلْ تَحِيَّـاتِـي مُضمـخـةَ الـهَـوى |
و اقبـلْ شَقيقًـا فِـي " الشَّقـاوةِ " قَبَّلـك |