مقطع شعري
في تناسخات الروح الوطنية
شعر عبد الواحد الأنصاري
_________
أرضُ الجزيرة ميراثي ومنتجعي
ومهجري، وإليها سقتُ آمالي
روائح الرمث والسّمْر التي عبقت
منها بأنفيَ تجري بين أوصالي
كأنما عشت أعماراً بها غبرتْ
أو أنما أنا فيها ألفُ جوّالِ
كأنني كنت حمالاً بها زمناً
أمسي وأصبح مزهوّاً بأحمالي
إذا بسطتٌ ذراعي اسّاقطتْ عرقاً
كلؤلؤٍ في جبين الغادة الحالي
أو أنني كنت صيادا بناحيةٍ
من الخليج أدلّي فيه أحبالي
إذا وقفتُ تجاه الشرق منتصباً
تخالني العين فيه نُصْبَ تمثالِ
أو أنني كنت جمّالا سرى سحراً
فصبّح الرمثَ في ريث وإمهالِ
إذا السباع تعاوتْ حول مجلسهِ
عوى لها مثل ليث بين أدغالِ
لو خيرونيَ بين الأرض قاطبةً
لما تجددتُ فيها غيرَ إقبالِ
أو أطعموني ذئاب البرّ ساغبة
وفرقوا أعظمي في ربعها الخالي
لظلت الروح تجري في غمائمها
ليشرب العشب منها لحن موالي
وترقص الريح بالأغصان في ولهٍ
كأنما هي تزجي بعض أزجالي
لو أستطيع حملتُ الرملَ أجمعه
والبحر والنخلَ منها يومَ ترحالي
_____________________
ِ