نغمٌ غير مقروء
ملأتُ لكِ الأوراقَ
حروفاً ذواتِ أنغامٍ
وأهديتُها لكِ لتعزفي
في حياتي أرق الألحانِ
فقد كانت أمنيتي
بأن تكوني سبباً
لسعادتي في الدنيا
وما كانت أمنيتي
إلا حُلماً يحلم بهِ
أيٌ مِن البشرُ
فحُقق للخلق أحلامهم
ومازلتُ أنا مُرتجياً
فمالك عاجزةٌ عن
قراءةِ تلك الأوراقِ
والشعور بما تحويهِ
مِن صنوف الحُبِ والغرامِ
فحاولي ولا تتململي وثـقي
بأنني دائماً سأكون مُنتظراً
فلأجل السعادةُ فإنني سأصبرُ
وإن صعُبت عليك
حروفها فلا تقلقي
فإنني في جُنح الظلام
سأزوركِ وأهمس لكِ
بأسرار تلك الأحرفِ
ولكن لا تـقـفي جامدةٌ هكذا
فالحُب لا يوجد بهِ جمودَ
فدوت في وحدتها بالصرخاتِ
وقالت كفى فلكل إنسان طاقةٌ
وأنا قد نفذت كُل طاقاتي
وددت بأن أكون لك مُحبةٌ
فتسعد بي وأسعد أيضاً
بذلك الإحساسِ
ولكنني عجزت
عن فهم تلك الأوراقِ
فبرغم كُل سلاستها
إلا إنني ما استطعت
الدخول إلى أعماقها
فلا تنتظر مني
بأن أُحقق لك الأحلام
َ فحُلمك مُعجزةٌ والإنسان
لا يملك الإعجازَ
فألقت بأوراقي مِن شُرفتها
واعترفت بهزيمتها
أمام تلك الأنغامِ
وكنت مازلت
في موضعي مُتأملاً
بأن يأتيني ذلك
اللحن الجميلُ
فما جاءتني
إلا أوراقي مُبعثرةٌ
وتنقصها إحدى الصفحاتِ
فناديتُ عليها آلا يا عاجزةٌ
عن الحُبِ والغرامِ
هلا أعدتِ علي
ما تبقى لديك مِن أحرفِ
فقالت إنها للذكرى
وهل تكره بأن
أُبقي لك ذكرياتٌ عندي
فاندهشتُ مِن عجزها
عن تلحين ما هديتُ لها
ومِن إصرارها بالاحتفاظ
بجزءٍ من أوراقي
فقلت هي لكِ منذُ أن أهديتُها
ولكنك فرطتِ بالكثير ...الكثير منها
وما أبقيتِ إلا القليل...القليل الذي سيُحزنك
كُلما أردتِ قراءتها .
دمتم بخير وعافية