إن البدايات غالباً لا تكون مؤشراً لنهاياتها . و بين البداية و النهاية حياة ؛ مهما قصرت المدة بينهما ، و لكن الخط الواصل بين النقطتين يَتّخذ العديد من الأشكال ، فقد يكون خطّاً مُستقيماً ، و قد يكون مُتعرّجاً ، و قد يكون ملئ بالمَطبّات.!!
و بدايتي جاءت حُلماً مُلوّناً بألوان البراءة السحرية ، و لهذا كان طبيعياً أن أُحيك حُلمي باُمنيات مُزركَشة ، سواء كانت بلونيها الأزرق أو الوردي ، فَرَوعة تَحقُق الحلم كانت تكفي أن أكون مُنتشياً . و بدأ الحلم يخضّر مع هطول حبّات المطر الساقط من غيوم حَبلى بالقناعة و الرضا ، و سَبح في الأثير همسات طفولية تتوارى الرقة خجلاً من رقّتها و عذوبتها.
قطار الحلم زاد من سُرعته دون مُراعاة قُدرة احتمال قُضبان الواقع ، و لكن لم يكن من المهم أن يُعير القضبان اهتماماً ، لأن القطار كان قد بدأ رحلة الطيران إلى آفاق التمنّي. و رغم أن السرعة في الحلم لن تُزيد فرصة تحققه ، إلا أن الهدف لم يكن سرعة التحقق ، و لكن من أجل الاستمتاع بهذا الحلم اللذيذ.
هُنا جاءت النهاية سريعة .
نعم ... رأيت تلاشي احتمالات البراءة في عيني ، و حيادية الألوان التي أغرقت عذوبة الأمنيات في قلبي.
و لم يبق لي سوى حلم جديد يحاول الصمود أمام حُلم أُبوّة مُحطّم.!!
أحمد فؤاد