إنَهم قَومٌ يَكتُبونَ ما لا يَكتُبون
وَيُروِضونَ الأَقلام بِأذرُعِ المَساء
يَستَرِقونَ مِن دَمِ المَحابِرِ أحَمَرَ قانيا
يُسَطِرونَ بِهِ جُرحَ السِنين
وَيَرقُدونَ كَما الراقِدينَ تَحتَ التُراب
مُتَرَبِصينَ
يُقَلِمونَ الأَوراقَ
يَنتَقونَ بَعضَ السُعالِ لِمَن لا يُجِيدُ السُعال
ويقولون أما كُنتَ تُريدُ بَعضَ التَعب
أَم أَنَكَ كُنتَ تُجيدُ ( المزاحَ ) وَلَم تُجِد السُعال
كُن كَما أنتَ وَأَنتَ لَم تَكُن أَنت
أَنتَ كَما أَنتَ مُذ خَمسينَ عامًا
مُذ كُنتَ الرَضيعَ الغائِبَ عَن الوَعيِ بَينَ زِنزانةٍ بِغُرفَةٍ مَحجورةٌ صِحيًا ... ضَيِقَةُ الروحِ عَلَيك
خائفون عليك
قلقون...
يَنـزِفونَ دَمعًا... آه لَو نُزِفَ على شهيد ٍ لَقَبَلتُ الخُدودَ لَأَرَحتُ الدَمعَ عَنِ الوَجنَتَين
فَأَنتَ مَن كُنتَ أَنتَ بِالأَمسِ تَلهُو وَتُرخي ضَفائِرَ غَدرِكَ بِأَضلُعِ الكَلِمات
وَتكينُ لَهُم مِنَ العَذابِ ضِعفَ ضِعفَين ِابن َالكرام أبا لهب
وَيحَكَ أَلَم تَكُن هُنا بالأمس
لحَظاتٌ ثُمَ خَيَمَ الصَمْتُ وَأشرَعَ أَوْرِدَةَ الدِماءِ بَيْنَنَا تَقْطُرُ مِن صَمْتٍ وَعَرَق ٍ يانِع الأَخضابِ
تَستَبيح ُ
طفلا ًَ ابنَ خَمسَةِ أَعوامٍ كانَ وَلَم يَكُنْ
كُنتُ أرآه ُ يَجوْلُ الشَوارِعَ بَحثًا عَنِ ابن ِ أُمِهِ ...
وَتَحيد ُ عَلَيهِ مِنَ الكَلامِ مَا لَم يَسمعهُ وَما لَم تَسمَعهُ آذان ُ الإِبِل
هذا الذي كانَ وَلَم يَكُنْ
وَأبصَرتُهُ بِالأَمسِ بَينَ الثَنايا يُجيدُ الآنَ لُغةَ العُيونِ فَقَدْ صَمَتَ حتى صُمِت
لِأَنَه كانَ وَلَمْ يَكُنْ
5:23
10/10/2007