* هذه قصيدة معبرة عن صورة لرجل أفعاني وقف باكيا على جثمان إبنه الشهيد الذي كان ضحية لإحدى الغارات الغاشمة للقوات ( الأنجلو أمريكية ) على دولة أفغانستان الإسلامية .
ناح الحمام بليلة قمراء يحكي بصوت ترنم الشعراء يحكي حكاية والد قد هدَّه موت الوليد مقطع الأعضاء يبكي عليه تأسفا وتنَدُّمــاً وعلى الفؤادِ زَوابِـــعُ الأدواءِ أبني مالك لا تجيب ندائي أوما سمعت تنهدي وبكائي أوما سمعت نحيب أمك ساعة عند الأصيل وساعة الإمساء أوما رأيت دموع إخوتك التي ذَرفت دما في صَعْدةِ الأنـــواءِ أوما علمت بحال أهلك يوم أن وجدوك مدفونا بغير رداء قتلتك شرُّ عصابة دموية ملأى قلوبهم بكل وباء ضربوك " بالصاروخ " ضربة حاقد فانهد سقف البيت دون عناء وتساقطت تلك الصخور كأنها شهب تُسربِلُ قمّةَ البأســــاءِ كان الرضيع موسدا في مهده حتى توسَّد أبحرا لدماء قتلوك يا ولدي بأبشع صورة قتلوا نضارة وجهك الوضاء قتلوك يا ولدي ولم يرعوا هنا معنى الحياةِ ، وقيمةَ الأحيـــاءِ ما كنت في يوم بجيش أسامة كلا ولست بحامل لعداء ويداك لم تحمل سلاحا ضدهم كلا ولا حملت قضيب لواء فبأي ذنب قد قتلت بحربهم وصفاء قلبك لم يشب بقذاء وبأي حق أرخصوا أعراضنا وبلادنا وكرامة الفقراء جاءوا لأجل مصالح ومطامع فـي صفقـةٍ ستقود للإثراء حرب ضروس قد أقاموا بيننا فتخضبت خضراؤنا بدماء فهناك في أقصى الجنوب مجازر وهنا تفوح روائح لشواء سكت الأب المكلوم عن كلماته وبكى بكلِّ مدامِعِ البُرَحَــــاءِ وتساقطت قطراتها بتسلسل فوق الرضيع فأبرقت كضياء فكأن ذاك الدمع أحيا روحه كبراعم تحيى بقطر سماء فأتت جوابا عن لسان صغيره بزَّت بلاغة أخطب الخطباء أبتاه لا تبكي عليَّ تأسفا أنا في الجنان برفقة الشهداء أنا إن قتلت فإن روحيَ حلَّقت عند الإله بزمرة الأحياء ولعل في موتي يكون لأمتي عتقا لها من ربقة الأعداء ولعل في موتي تكون نهاية لتسلط الغوغاء والجبناء ولعل في موتي تكون بداية لحياة جيل وانسدال رخاء وهنا تكفكف دمع والده الذي وجد الكلام كبلسم لعزاء وهنا الحمام توقفت عن سردها لحكاية البوساء والضعفاء
وما زالت الدموع ساكبة على كل رضيع وكل جنين وكل شيخ أو عجوز وكل فتاة وفتى في فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنـــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــان.
~~ يقولون ولّى وهذا الأثر ~~