السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أن عقدت صلحا مع ذاتي والقلم وكثير من الأسئلة يجثم فوق صدري , العلم معرفة والكتابة نعمة كبيرة يتوجب علينا أن نستخدمها وأن نكون أسيادا لاعبيدا فمتى نشكر المنعم المتفضل علينا بالعلم والمعرفة من خلال ما نكتب ؟؟
كانت دوما تقفز من بين ثنايا الإبداع كلمة أنثى مصطلح غريب ودخيل علينا , جردنا من انسانيتنا أصبحنا أنثى وذكر فقط , اختفى الجانب النوراني بداخلنا حينما ابتعدنا عن حقيقة الهدف من وجودنا , فهناك في حروفنا المبعثرة شاهد إما لنا أو علينا
وغدا عند الله سيندم الكثير منا ويتمنى لو أعطي الفرصة من جديد كي يفهم مامعنى أن يكرم الله الإنسان , والأكثر ألما وحزنا أن نغتر بقدرتنا على تشكيل الحروف فنغرق في متاهات الظلم للذات وللآخرين , نتخبط يمينا وشمالا مرة معاناة عشق ومرة تدمرا ويأسا قاتلا ومرة اعلانا للمنهج قد حذرنا الله منه , ماذا لو فكرنا مليا في هذه النعم , في العقل الذي يفكر ويلملم شتات الحروف فينثرها كأجمل ما يكون , في الأنامل التي تكتب بلا كلل ولا ملل وفي البصر النافذ إلى أعماق الحقيقة إن كانت هناك بصيرة , في القوة التي منحنا الله إياها والكثير حرم منها , في العافية والمزاج المعتدل لكتابة نص , في تناسق الخواطر والتركيز المستنير بنور الله ...
في الطبيعة الخلابة المحيطة بنا لو نطقت لعاتبتنا ولانتقمت لربها من جبروت ضعفنا المتمرد على الخالق الجبار , ماذا لو سحبت منا كل الصلاحيات لأي سبب من الأسباب , فطمس النظر وشلت الأركان وتوقف التدفق الغزير للأفكار , ماذا لو عاقبنا الله بمنع المطر لسنوات عديدة هل كنا نواصل التكبر والتجبر ؟؟
رفقا بالروح التي تسكننا تشتاق آلاف المرات إلى الاتصال بمولاها الكريم فلا نضع أمامها العر اقيل ونطمس نورها ونبكي عندها على الحظ العاثر , لو تتوقف لحظة كي تدرس خطاك إلى أين المسير؟؟ وقد آمنت بأن هناك في آخر الطريق جنة أو نارا, هل فكرت مرة باأن خطاك هذه تقرب من احدى النهايات إما سعادة لاشقاء بعدها وإما شقاء لا سعادة بعده , المسلم المحب لربه يستشعر النعم دائما ويردد بحب كبير الحمدلله ويجسد حمده أعمالا تنفع العباد , ويعلم يقينا أن الله لن يضيعه ويستحضر كلمة هاجر عليها السلام لسيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأزكى التسليم , كلمتها الممزوجة باليقين " إذن لن يضيعنا " أما أن نستخدم النعم في جلب النقم فهذا والله الحمق والجهل والشقاء المتتابع في كل نص أو كلمة أو حرف ....
أسأل الله لي ولكم دوام العافية ورضى من المولى عز وجل يوفق مسعانا ويسعد قلوبنا المحبة المشفقة ,وأن يحفظ علينا النعم ويجعل لنا في كل حرف حسنة وقربا منه ورضى وجنة عرضها السموات والأرض ................