في لقاء تلفزيوني مع الشاعر الكبير / فاروق جويدة
سُئل عن الفرق بين نظرته للمرأة ونظرة الشاعر القدير نزار قباني لها
فقال إنه يراها مخلوقاً من نور بينما يراها نزار مخلوقاً من نار.
وسأورد هنا قصيدة لمن اقترب من المرأة حتى بهره نورها (فاروق جويدة) وأخرى لمن اقترب منها حتى لفحه لهيبها
( نزار قباني ) ولنتابع معاً ردة فعل كل منهما.
فاروق جويدة
"بقايا .. بقايا"
لماذا أراك على كل شيء بقايا.. بقايا؟
إذا جاءني الليل ألقاك طيفا..
وينساب عطرك بين الحنايا؟
لماذا أراك على كل وجه
فأجري إليك.. وتأبى خطايا؟
وكم كنت أهرب كي لا أراك
فألقاك نبضا سرى في دمايا
فكيف النجوم هوت في التراب
وكيف العبير غدا.. كالشظايا؟
عيونك كانت لعمري صلاة..
فكيف الصلاة غدت.. كالخطايا..
* * *
لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا.. بعيدا..
توارى.. وضاع؟
تطوفين في العمر مثل الشعاع
أحسك نبضا
وألقاك دفئا
وأشعر بعدك.. أني الضياع
* * *
إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك.. خلف الغمامة
* * *
لماذا أراك على وجه
كأنك في الأرض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك.. إليك
فقولي بربك.. أين المفر؟
*******
نزار قباني
"ديك الجن الدمشقي"
إني قتلتك و استرحت
يا أرخص امرأة عرفت
أغمدت في نهديك سكيني
وفي دمك..... اغتسلت
وأكلت من شفة الجراح
ومن سلافتها.... شربت
وطعنت حبك في الوريد
طعنته..... حتى شبعت
ولفافتي بفمي فلا انفعل
الدخان..... ولا انفعلت
ورميت للأسماك لحمك
لا رحمت.... ولا غفرت
لا تستغيثي.. وانزفي
فوق الوساد كما نزفت
نفذت فيك جريمتي
ومسحت سكيني... ونمت
ولقد قتلتك عشر مرات
ولكني ........ فشلت
وظننت والسكين تلمع
في يدي..... إني انتصرت
وحملت جثتك الصغيرة
طي أعماقي..... وسرت
وبحثت عن قبر لها
تحت الظلام فما وجدت
وهربت منك وراعني
أنا هربت ... أني إليك
في كل زاوية أراك
وكل فاصلة..... كتبت
في الطيب، في غيم السجائر
في الشراب.... إذا شربت
أنت القتيلة.... أم أنا
حتى بموتك.. ما استرحت
حسناء... لم أقتلك أنت
وإنما........ نفسي قتلت