يا شطْرَ رُوحِي ، هلْ يفيضُ رؤًى
منْ دونِ نُورِكِ شَطْرُها الثَّاني؟
حوارية قمرية
يا لها من حوارية عذبة الكلمات بين شاعرنا وبين ملهمته التي قد تكون هي الوطن ، أو هي الحياة ، وقد تكون هي النفس ، وقد تكون الحبيبة .
فالشاعر يمزج بين كل صور الحب ، ويستدعي كل أشكاله ، في مقابلة بين الحب في مضمونه الخاص وبين الحب في إطاره العام
ويجعل منه وجها من وجوه العتاب الخجل الرقيق !
في مقابلة رائعة :
"مخرْتَ أبْحارًا ، أضعْتَ شُطآني
ـ أنشدتَ للأوْطانِ لحْنَ هوى ،
تركْتني مِنْ غيْرِ ألْحانِ
ـ صُغتَ للوجدان أُغنية ، ونسيتَني ونسيتَ وجْداني ) .
ويدرك شاعرنا قدر شعره فيجعله سلاحا يشهره بجرأة وقوة لمقاومة الظلم والحرب .
ذلك الشعر الذي يمخر عباب البحار ، ويصوغ أغاني الوجدان ،
وينفذ عبر الأسوار والقضبان ، ويدحر الغدر والشيطان )
ما أروعه من شعر !
وليس أروع ولا أجمع من قوله ( بل أنت ملهمتي في كل ما أحيا ويحياني )
ما أسرع الجواب هنا ! والذي يأتي ليمحو كل الألم وكل ما قد يتوهم من تقصير أو إهمال.
ثم ينفي عن نفسه خاطر النسيان في صور يكاد القارئ يتخيلها مرسومة أمام عينيه :
لولاكِ ما كانتْ تُداعبني
هذي الطيوفُ بكلِّ تَحْنانِ
/
لولاكِ ما أسرجْتُ ذات ضُحًى
خيلي لتغزوَ كلَّ ميْدانِ
/
لولاكِ ما كانت لديِّ رُبى
تزهو بأزْهارٍ وأغْصانِ
/
لولاك ما أرسلْتُ أُغْنيةً
تختالُ في آفاق أكواني
ثم يأتي النداء برهانا ً للقرب ، وقربانا للمحبة ، وتنساب الكلمات في سلاسة وتقطر عذوبة ، وكأنها لآلئ في عقد يبرق في أمسيات قمرية .
شاعرنا القدير الدكتور / مصطفى عراقي
لا تحرمنا من قصائدك
ولا من قلمك النابض بالحب ..
علا حســَـان