(4)
كريشنا -كريش-
كان أخي الصغير يشاهد هذا الفيلم؛كريشنا؛ عشرات المرات في اليوم الواحد وكنت أستغرب كثيراً إلا أنني سرعان ماأبرر هذا بتوق صغارنا لتكرار المناظر والمشاهد أمامهم حتى يصدقوها ويعايشوا مابها..كان مايصل إلي من هذا الفيلم موسيقاه الرائعة الآخذة بالعقول جعلت كل جزء مني في كل وادٍ يهيم .
راح يداعبني فضولي رؤية هذا الفيلم ..والذي للأمانة وجدته فيلماً عظيماً به العديد من الرسائل والمضامين التاريخية والفلسفية رغم كون الفيلم لم يخرج عن قالب الخيال العلمي تأثراً بماما أمريكا ...
والفيلم هندي إنتاج مدينة بوليوود العالمية ..
بعض مالاحطته في الفيلم :
- أن هنالك بعض الكلمات العامية المصرية يستخدمها الهنود في لغتهم وهذا يبين على الأرجح أن أصل بعض كلماتنا هندي مثل : بس وهي تعني كفى ، غلط ومعناها فعلا خطأ ومباروك وتعني مبروك
- لاحظت نقطة هامة جدا في الفيلم ..كانت نصف أحداث الفيلم تدور في سنغافورة ويتبين لك أن الكثير من الهنود يقيمون بسنغافورة هذا البلد "الوهم" الخرافي في كل شيء ،رحت أتأمل هذه الدلالة وهي أن الهنود بطبيعة الحال ان سافروا رحلوا إلى دول الجوار وهي دول النمور الآسيوية التي تثب في كل يوم وثبة أطول من سابقتها وأقوى ،ثم يعود الهنود العاملون بهذه البلاد المتقدمة إلى بلادهم مرة أخرى وتكون الفائدة على الهند التي أصبحت الآن رقم واحد في صناعة السوفت وير
أما في مصر فالدول الجوار حولنا .....................................
أتركها لكم فلا أريد الدخول في جدل عقيم لايجتمع فيه إلا كل نقيض
المصري يعود حاملاً أطناناً من النقود وكل مناه بناء بيته وتزويج أولاده وشراء أراضِ في أحد المدن الجديدة -نظراً لكون المستقبل في صالحها-
والهندي يعود لبلده حاملاً العلم الذي يفيدها ويدعمها !!
آه ياقلبي !! مليون حسرة وندامة
- أن الهند الآتية بسينما عملاقة تضاهي وتلاحق سينما "ماما أمريكا" فالهند أخذت منها الصورة المبهرة وبالتالي كسبت جمهوراً عريضاً في شتى أنحاء العالم ..وأدخلت في قلب الصورة قالباً تاريخياً فلسفياً حضارياً عن الهند ،أقولها لكم إنتظروا خمس سنوات فقط وسترون الهند تحلق في سماء السينما العالمية كاسرة آلات النفير اليهودية الصاخبة المحتكرة لكل شيء .
(ليست مباراة كرة ..فقط )
كنت أشاهد مباراة كرة القدم الدائرة بين منتخبي إنجلترا وكرواتيا والتي لم يصعد بسببها الإنجليز إلى أمم أوروبا 2008 ..إلا أنني أثناء متابعتي للمباراة لم أكن أرى كرة يلهث وراءها لاعبون وحكم وفقط ..بل لاحظت شيئاً يناقض مانراها في مصر على كل المستويات بما فيها السياسي ...
معلوم للجميع أن الجماهير الانجليزية تظل لاتكل التشجيع للاعبيها مهما بدا لهم ..رأيتهم يشجعون عندما يحسون أن فريقهم في مرحلة التحضير أن يقظ من سباته فيزداد التشجيع حماساً فوق حماس الأمر الذي يساعد الفريق على النهوض من مرقده ..
إنها البشائر عندما تلوح في الأفق سرعان ما (يعيها) الإنجليز فيتحركون من أجلها ..من أجل البشائر
حتى عندما يلوح في الأفق خطراً يقترب يبدأون في تحذير فريقهم بدعوته للوقوف على رجليه مرة أخرى عن طريق التشجيع تارة أخرى ..
إنها النذائر التي يأبه لها شعب ( فطن ) ويعي معنى النذائر قبل أن تحل الكارثة ..فيتحركون خوفاً من النذائر ..من النذائر
لعبة النذائر والبشائر التي لانفقه لها علة أو نتيجة في بلادنا ..فنحن نعشق انفجار الكوارث بالقرب منا .. أو ونحن فيها في قلبها ..حتى نتحرك بعد ذلك خائفين مهرولين ..
للأسف سنظل هكذا فترة طويلة لانفطن للبشائر والنذائر في بلادنا ..ستغرق عبارات كثيرة في البحار وستتحطم طائرات في الجو ..ويغرق الكثير من أبنائنا الباحثين عن أحلام خارجية ..وستزداد الفتنة بين المذاهب السياسية والدينية في بلادنا ..
في المقابل نحن لن ننفك عن التأمل الأبله كما النعامة كلما خافت دفنت رأسها في أعماق الثرى ..وعندما تطمئن تضحك وتستطرد في ضحكتها البلهاء !!
( كل شيء في مصر ..مصيره..الدفن)
في الصباج نقرأ صحفنا القومية هاربين من لعن وسب الصحف الخاصة ..ففيها نستشرف أي شيء جميل مهما بدا كارثياً ..فهذه طبيعتنا -نحن المصريون- نخلق للأمل مئات الأسباب ولو كنا في مدافن الموتى جاثمين ..
" السيد الرئيس يشق نفقاً وترعة ويشيد كوبري وطريقاً ..السيد الوزير يضع حجر الأساس لمشروع عملاق يخدم ............. من المواطنين ويوفر ............ فرصة عمل "
المترو الذي نتشدق بعزة إنجازه وتشييده أراه يغوص في رمال متحركة في كل يوم ينسحب للأسفل أكثر وأكثر ..ولازلنا نحن غير مبالين .
الكباري الجديدة تغوص كذلك في الرمال المتحركة نتيجة الإهمال والتسيب والفساد..
الطرق والمشروعات الحديثة التي بنتها الحكومة كلها ..في طريقها نحو الغوص في الرمال المتحركة والاختفاء التام ..
كل شيء يغوص ويختفي ..
كل شيء يعاني تهتك الأخلاق وفساد الذمم ودعارة الضمائر ..
كل شيء في مصرنا يغوص في رمال متحركة ..
أخشى اليوم التي تصبح فيه مدناً كاملة تحت الرمال !! مثل المدن الفرعونية القديمة ..لكن شتان الفارق ياسادة بين أهرامات الأخلاق والحضارة وأهرامات الفساد والإهمال والتسيب !