بسم الله الرحمن الرحيم
قد مرت أصابعك فوق شغافه ، و ارتسمت صورته في عينيك ، و حفظت لحن دقاته ، و لديك كتاب سطرت فيه أيامه و لياليه .
كم أشفق فؤادك رحمة به ، و كم راعت روحك خوفا عليه ، و بلمسة حانية لملمت أوصاله المتمزقة ، وأعدت إليه حياة قضت غدرا ، و ذابت قهرا .
ليعود وليدا ؛ يحبو إليك ، وكل سعادة يرجوها باتت بين يديك ، و كل آماله تتراقص في بريق عينيك .
عاد وليدا ؛ يخطو نحوك ، ليتشبث بأطراف أناملك ، فيضمها بشدة بين يديه ، يخاف أن يطلقها فكل السكينة والأمان حرارة تسري في جسده من إهاب كفيك .
سيدي ، رفقك بوليدك ، لا تسرع الخطا به فربما ، و أنت تحدو به أيامه ، يسقط ، و يعود مرة أخرى بين طيات التراب قتيلا .