إذا صرختُ باسمها يُجاوبُ الأسى
هي الجميلةُ التي يغتالُها الشِّقاقْ
هي الكريمةُ التي تموتُ كُلّ يومٍ تحتَ وطأةِ النِّفاقْ
هي العظيمةُ التي تُصارِعُ الطاغوتْ
من أجلِ أنْ تعيشَ حُرّةً ولا تموتْ
هي التي تُسدُّ جوعها بِكسرةٍ من الفُتاتْ
وهي تملِكُ الألماس والجُمانَ والياقوتْ
تآمرَ الأقزامُ واللئامُ والطُغاةُ والبُغاةُ والأنامُ غافِلونْ
ليقتلوا حبيبتي
ويحرموا أبناءها من حملِها حتى على تابوتْ
حبيبتي طيّبةٌ كطيبةِ الأطفالْ
لكنّها بضعفِها قويّةٌ تُصارِعُ الأوغاد واللصوص والدّجالْ
حبيبتي شريفةٌ تردُّ رغبة الأشرارِ باغتصابها في غيبةِ القرابة الرّجالْ
بلْ في ذِلةِ الإماءِ ممّنْ يدّعونَ انّهُمْ رِجالْ ,,
حبيبتي
حبيبتي
حبيبتي
العِراقْ
ستقرأينْ في مساءٍ يومٍ ما قصيدتيْ
وتذكُرينَ أنّني أتيتُ مُعترِفْ
بأنّني شاركتُ قومي العربْ
في وأدِ ما يُسمّى بالشرفْ
حبيبتي العِراقْ
أنا الذي أختالُ في النعيمْ
وأسكنُ القصورْ
وآكلُ الشهيّ من أطايب الطعامِ كلّ يومْ
وأنتِ ياحبيبتي في كلّ آنٍ تصرخينَ من لظى الجحيمْ
بأيِّ وجهٍ أكتبُ القصيدَ ياعِراقْ
وأنتِ تنزفين تنزفينَ تنزفينَ أطهر الدّماءْ
بينما أنا أُزخرفُ القصيدَ بالجِناسِ والطِّباقْ
أواهُ ياعِراقْ
أواهُ ياعِراقْ
باللهِ يا حبيبتي التي أسلمتُها بكلّ ذِلةٍ للطُغمةِ الفُسَّاقْ
إذا انتصرتِ بالمشيئةِ الجليلهْ
فلتذكُري بأنّني شاركتُ في انتصارِك العظيمْ
بأحرُفٍ هزيلةٍ هزيله
بأحرُفٍ كتبتُها في صفحةٍ صماءْ
كيئبةٍ
واهنةٍ خجولهْ
أواهُ ياعِراقْ
أواهُ يا بلادَ المجدِ والشموخِ والإباءْ
لا تأملي فدتكِ أحرُفي من الفحولِ نجدةً
لأنّهُمْ وباختصارٍِ أصبحوا نِساءْ
كفوفُهُمْ مغلولةٌ حتى عن الدّعاءْ
سيذهبونَ ياحبيبتي إلى مزابِلِ التأريخِ يومَ أنتِ تسجُدينَ
فرحةً بنصرِك المكتوبِ عند اللهِ في السماءْ
وعندها لا تقبلي إلاّ من الذينَ مارسوا البطولةَ العِناقْ
بطولةَ الذينَ قدّموا رؤوسهمْ لنُصرةِ العِراقْ