|
بَشِّـرْ بُناةَ القَوافي اليَوْمَ إنْ سَأَلوا |
وكُفَّ دَمْعَكَ! آن الفَـرْحُ يكْتَمِـلُ |
مَنْ لـي بفأسِ أبي إسْحاقَ أُلبِسُها |
صُهـارةً مِنْ جِنـانٍ أصلـهُ جَبَلُ |
بِهـا أهُدُّ جُذورَ اليـأسِ أَبْترُها |
وأقْدحُ الْحَرْفَ عَلّ الـزيتَ يَشْتَعِـلُ |
يا للجليدِ! لَظَى قَلْبـي تُبَـدِّدُهُ |
وتَشْتَكي ضَـرَمي الأفكـارُ والجُملُ |
أنا الذي حَطّمَ الأوْثـانَ مَنْطِقُهُ |
وَبارَزَ الْجَهْـلَ فَـرْداً سَيْفـهُ الأملُ |
خَبَرْتُ أسْرارَ أوْهامٍ تعَجُّ بِهـا |
عُقـولُ منْ شـرِبوا ذلاًّ وكمْ نَهـلُوا! |
سَلُـوا الأثـيرَ إذا زُرتمْ مَـواقعـهُ |
عنْ أمـةٍ بان منْ أحْفادِها بَطَـلُ |
إذْ نابَهـا رَمَدٌ والغـربُ صوَّرهـا |
عميـاءَ جاحظةً بالقـارِ تَكْتَحِلُ |
سَبيَّـةًٌ وذئـابُ الغابِ ضاريةٌ |
من حولَها وحُمـاةُ العِرْضِ قد أَفَـلُوا |
عَـزيزةًٌ ثَكِلَتْ أبطـالَ سُؤددهـا |
كذاك مثَّلتهـا لَوْ يصْدق الْمَثَـلُ |
ظنَّ البُغـاةُ بَنيهـا نارَهُم خَمدتْ |
شُلّّتْ عزائمهمْ واحْتَلَّها الكَسَـلُ |
واسْتَصْغَـروا شَأْنَها ثُم افْتَرَوْا حججا |
فَحَقَّـروها وكَمْ كَادَتْ لها شُلَلُ |
ما أنْصَفوا شَعْبَها في القُدْسِ إذْ حَكَمُوا |
بلْ بَرَّءُوا ذئْبَهُم أَنْ عضَّه الْحَمَلُ |
مَسَاءُهَـا كـدرٌ بانَتْ عَـلائمهُ |
وصُبْحُها حـائرٌ تاهتْ بِـهِ السُّبُـلُ |
لكنَّهـا نَذَرَتْ للفجْرِ صَحْوَتَها |
والْحُـرُّ يأْسِـرُهُ فـي وَعْـدهِ الأجلُ |
فَمَـزَّقَتْ شَمْسُها أَسْتارَ غَفْلَتِها |
وَلاحَ صُبْحٌ وشـاخَ الْيَـأسُ والفشلُ |
حاشَـاكِ يا أُمَّتي مِما افْتَرَْوا كَذِباً |
يا أُمـةً رَسَخَتْ في أصْلِهـا الْمُثُـلُ |
منْكِ اصطفى الله أفذاذاً شَرُفْتِ بِهمْ |
سَمـا بِشأنكِ أهلُ الفضلِ والرُّسُلُ |
تَقَلَّـدوا شَرَفَ الإسْلامِ فانْتَصَروا |
زادوكِ مفْخَـرَةً منْ خيْرِ مـا عَمِلوا |
إنْ عابَ حاضِرَكِ الباكونَ منْ وهَنٍ |
فالْعَيْبُ في وَهَنِ الأخـلاقِ والخللُ |
مالـوا لِمالٍ يُبيدُ الدَّهْـرُ وفْـرَتَهُ |
وقطَّعوا إرْثَ أَمْجـادٍ ومـا وَصَلُوا |
إنْ أجْمَعوا الرَّدَّ عَنْ كيْدِ العَدُوِّ سَرَى |
قيلٌ وإنْ سَمِعُوا تَهْديـدَهُ امْتَثَلُوا |
شُدُّوا بَنِي وطنـي عزماً لنهضتكمْ |
فمـا فَنيتُمْ ولا ضاقت بِكُمْ حِيَـلُ |
لَسْتُـمْ بِأَدْنَى ولا الإمْـلاقُ حَقَّرَكمْ |
تَحْيَـا مبادئُكمْ ما زانَهـا العملُ |
أعْـداءُكُمْ يَرْصُدُونَ اليومَ فُرْقَتَكُمْ |
قَوْمٌ إذا بَـانَ مِنْكُمْ مَقْتَـلٌ قَتَـلُوا |
النَّفْطُ كَنْـزٌ ثَمـينٌ، والبِـلادُ لَنـا |
وَهُمْ عَـلَى جَشَعٍ مُسْتوسَعٍ جُبِلُوا |
لا تقْبَـلوا هبَـةً منهم ولا مِقَـةً |
كمْ مِكْحلاً عَمِيَتْ من سُمِّهِ الْمُقَـلُ |
عَدِمْتُ قَلْبـاً بِـلا حِسٍّ يُلازِمُـهُ |
وهلْ يكونُ سِوَى عُضوٍ بـه شَـلَلُ؟ |
إنّـي بَنِي وَطَنِي أَشْدُو لِنَهْضَتِكُمْ |
إلى مَتَـى الْفَـذُّ يَبْقَى وِرْدُهُ العَـلَلُ؟ |