ربما لم أكتب إليك تراتيلي ، لم أسمح لقلمي أن يكتبني ، لم أرغب في كتابتك قسوة ، ولم أشأ أن أجعلك في موتي سببا ، أو أخلدك قهرا ، أردتك غشقة مطر تداعب ليالي الصيف التي وسمني الزمان بها ، كم أكره لحظات الضعف التي تقتل أزهاري ، وتخنق رياحين الأمل بغدٍ وردي الملامح ، ، لست أدرك مني إلا أنت ، ولا أعرف لحرفي صورا إلا هيئتك تختلط ألواني إذا ابتعدت ، تشكوني المعاني عندما يسقط سطري أمامك لأكون منك وإليك .
أحببتك نعم ، تغلغل ذاك الحب لتكون بصري وبصيرتي ، لتكون حضوري ويقيني ، لتكون رحلتي التي أرغب ، ورحيلي إذا ضاقت أرضي ، لا أعرفني إلا من خلالك ، ولا وجود لكينونتي إلا مع تجليك روحا ودفئا .
كنت لي الرمز والصورة ، وكنت اللحن الذي أدندن ، كان الفجر ابتسامتك التي تعانق روحي والندى الذي يلثم كلي لترتعد فرائصي هربا منك إليك ، حتى تحتوي خوفي وتهبني الأمان الذي أنشُد .
التقيتك ذات زمان فكنت زمني وساعة ميلادي ، وكنت نبض قلبي حينما يردد اسمك ، ربما لا تعرف من أنت عندي ، ربما لا تدرك أن أبجديتي حبك .
ورحلت .. لتتركني بين شاطئ وميناء ، دون التفاتة ، بسطر موجع ٍ ، بعبارة طلبت بها راحة لذاتك ، فكنت جرحي ، وكنت ألمي من حيث لا أعي !
لتتحرك اللحظة ، ويتلون المصير ، أنهيتني غرقا في مداد أسود ، وروح خضبها الدم بورودها الحمراء التي طالما حملتها يدي .
وداع مهيب وروح لفظتها هبة للعدم ، هكذا أنهيتني ، وهكذا كنت الرجل الذي لا يعرف إلا ذاته والأنا التي يطلب ، ها أنا أرسل لك حرفي وسطري وأبيات الشعر وما أجيد من نثري لتدفنها ، ربما تثأر لكرامتك ولوقتك الذي أضعته معي .
دونك سيدي فلتهدأ بالا ، لا عليك لو رأيت حرفي على قارعة الطريق فامض في سبيلك دون التفاتة ، فإن قرأتني فكن عابر سبيل ولا تبحث المعنى لم يعد يعنيك .. ولا تظنن ذلك ، سأجدك في كل سطر وحرف وكلمة حب كانت مطرا ، ولن تجدني سوى سطرا بين ألوف من حطام أرواح .