|
بَدْءًا مِنَ الْمَوْتِ أَرْخَى العُشْبُ سُتْرَتَهُ |
ظِلاً ، إلى قَلْبِهِ الْمَوْعودِ يَنْجَرِفُ |
آتٍ ، يُوَسِّعُ مِلءَ الضَّوْءِ رائِحَةً |
للحُلْمِ حَيْثُ مَرايا الْحُبِّ تَنْكَشِفُ |
مُذْ كَدَّسَ النَّأْيُّ فِي أوْقاتِ عُزْلَتِهِ |
يَمامَ دَمْعٍ وَشَى عَنْ سِرِّهِ الشَّغَفُ |
كانَ الْمَكانُ كَصَحْوِ الْوَرْدِ مُكْتَنِزًا |
بالصُّبْحِ لَمْ تَنْتَزِعْ أنْفاسَهُ السُّدَفُ |
هُناكَ يُفْلِتُ مِنْ ضِلْعِ الْمَدى طَرَفٌ |
مِنَ البَياضِ ، لِفَرْطِ الْوَجْدِ يَرْتَجِفُ |
مُغامِرٌ تَحْتَ سَقْفِ اللهِ في دَمِهِ |
طَيْرُ الْحَنينِ الَّذي ما مَسَّهُ التَّلَفُ |
لا شَيءَ يَقْتَنِصُ الآياتِ إنْ بَسَطَتْ |
جَنَّاتِها ، لِزوايا الْجَوْفِ تَنْعَطِفُ |
يجيءُ غيْمًا ، يَعُبُّ الْماءَ مُنْشَرِحًا |
مِنَ الصَّلاةِ ، فِخاخُ اليُبْسِ تَنْصَرِفُ |
تَزلُّفًا لَفَّ في المَسْرى عِمامَتَهُ |
وَالْمَوْتُ فِي طُهْرِها المَطْوِيِّ يَلْتَحِفُ |
يُمَسِّدُ الرُّوحَ في كُرْسيِّ خَلْوَتِهِ |
بِرَشَّةٍ مِنْ جِرارِ الذِّكْرِ تُغْتَرَفُ |
وَالعابِرونَ زوايا الظِّلِّ تُرْبِكُهُم |
قِيامَةُ الْفَجْرِ ، في عيْنَيْهِ تُكْتَشَفُ |
هُوَ المُؤَبَّدُ شُطْآنًا مُمَدَّدَةً |
تُحاصِرُ التِّيهَ ، يَذْرو خَطْوهُ الصَّدَفُ |
لِمَنْ يَحُثُّ وَطيْشُ الرِّيحِ يَلْحَقُهُ |
بَيْنَ الدَّقائِقِ ، لا يَنْأى وَلا يَقِفُ ؟! |
تَفَصَّدَ الْقَلْبُ مِنْ لَسْعِ اللُّهاثِ هَوًى |
وَشَفَّ عَنْ دَمْعَةٍ في الْعِشْقِ تَعْتَكِفُ |
لَمَّا تَبَخَّرَ سِرْبُ الْحُلْمِ مِنْ يَدِهِ |
كَحَفْنَةِ الْغَيْمِ ، مَطَّ الشَّهْقَةَ الأسَفُ ! |
ما أبْطَأَ الْوَقْتَ ! جَفَّتْ في أصابِعِهِ |
حَلاوَةُ الْعيدِ والأيَّامُ تَعْتَرِفُ |
يَمْشي بِفانوسِهِ يَجْتَرُّ قافِلَةً |
مِنَ الْحَنينِ وَنَخْلُ الدَّمْعِ يَأْتَلِفُ |
كَأَنَّ نُزْهَتَهُ الْخَضْراءَ يَحْلِجُها |
عَنِ النُّشوءِ رُؤًى فِي الْغَيْبِ تَنْتَصِفُ! |
(حَديقَةُ الْمَوْتِ)مَرَّتْ كَالسَّلامِ عَلَى |
فُؤادِهِ بُرْهَةً مُذْ أذَّنَ الْهَدَفُ |
ما زالَ يَغْطسُ في غاباتِ فُسْحَتِهِ |
صَهيلُ أمْنِيَّةٍ بالدَّمْعِ يَنْقَذِفُ |
ماذا يُوَحِّدُ بِالصَّوْتِ الَّذي ارْتَعَشَتْ |
أمْواجُهُ في حُروفٍ خَفْقُها (أَلِفُ)؟! |
اخْلَعْ فُؤادَكَ في الْفِرْدَوْسِ مُنْحَسِرًا |
عَنْ بُحَّةِ الْعُمْرِ ، تأْوي نَبْضَكَ الْغُرَفُ |
إنْ باغَتَ اللَّيْلُ ذاكَ الْيَوْم في عَجَلٍ |
كَفَّيْكَ ، عَنْ مُرْتَجاكَ الْعَذْبِ يَنْصَرِفُ |
هشاشَةُ الْجُرْحِ لَوْ مَدَّتْ شَرائِعَها |
لَنْ تَقْضِمَ الرُّوحَ ، فِي أبْهائِها الصُّحُفُ |
تَسَلَّلَ الْمَوْتُ ، أَحْنى الطِّينُ رَغْبَتَهُ |
لَمَّا تَهاوى وَظنَّ الحُبّ يُقْتَطَفُ |
عَبَرْتَهُ ثُمَّ لَمْ يَمْسَسْكَ طائِرُهُ |
يَجيءُ مِنْ صَحْوِكَ الْمَنْشورِ يَرْتَشِفُ |
كَما تَشاءُ ، تأبَّطْتَ الْخُلودَ وفي |
عَيْنَيْكَ فَجْرٌ عَنِ الْمَنْسوجِ مُخْتَلِفُ ! |
هَلْ عَدَّلَ الْمَوْتُ لِلأحْشاءِ بَوْصَلَةً |
مَحْشُوَّةً تَعَبًا والدَّرْبُ يُخْتَطَفُ ؟! |