لَكَ الشِعْرُ
لَكَ الشِعْرُ فامضي مَعَ الشِعْرِ رَبّاً يَحيكُ القصائدَ ليلاً و يَنْظِمُ عِقْدَ النُّجومْ...
لَكَ الشّعْرُ فاحمِلْ جُروحَكَ فجراً..
و داعبْ حَنينَكَ ...
داعِبْ أنينيَكَ ..
داعِبْ جُنونَكَ فوقَ الغُيومْ..
لَكَ الشّعْرُ فاصْنَعْ من الشّعْرِ روحاً و أَسْبِغْ جُنونَكَ ميْتاً و حيّاً على كلِّ شيءٍ ..وَ زَخْرِفْ سماءَكَ ..و انثُرْ بديعَكَ ..و انحَتْ دُموعَكَ
أنتَ إلهٌ لكلِّ الهُمومْ..
لَكَ الشّعْرُ فاطرُقْ إذا شِئْتَ باباً و أقْفِلْ إذا شئتَ باباً لموتِ القوافي...و ذُبْ في القوافي فأنتَ القوافي تُطِلُّ من الهَمسِ هَمْساً ..
و َ مِنْ غَمْزَةِ الشمْسِ شَمْساً ..
و مِنْ قُبْلَةِ النّسَماتِ نَسيمْ....
لَكَ الشعرُ أنتَ و أنتَ كَأَنْتَ و ليس سواكَ كمِثْلِكَ أنْتَ ...فَخُذْ أنْتَ أنتَ و طِرْ في السّماواتِ و انظمْ عُروشاً و زرْكِشْ عُروشَكَ بالغيْبِ و ارسُمْ عُلُوّكَ و اطبعْ جمالَكَ فوْقَ الرّسومْ...
لَكَ الشِّعرُ فانسِجْ و دَبّجْ و أَخْرِجْ لنا مُعْجِزاتٍ تَفوقَ الخيالَ وَ لَيْسَتْ خَيالاً كَبَعْضِ الحَقيقَةِ
حيثُ الحقيقَةُ أُخْتُ السّرابِ و بنتُ الظّنونِ على غَيْرِ شيءٍ ..
على شيءِ غَيْرٍ ..
على غَيْرِ غَيْرٍ تَقومْ....
لَكَ الشّعْرُ فانْحَرْ جَزورَ التَوَهُّمِ و انْفِضْ غُبارَ الزّمانِ وَ رَيْبَ المَكانِ ..
فأنتَ الزمانُ و أنتَ المكان..
و في سرّكَ السّرُّ سرّ الغيابِ غِيابِ الحُضورِ..
يَدومُ الخلودُ ..
يَدومُ الدوامُ ..
يدومُ السّكونُ ..
يَدومُ الرّحيلُ رحيلُ التناقضِ عنكَ
رحيلُ التّلاشي على هامشِ الخاطراتِ تَدومُ شُعوراً يَلُفُّ القصيدَ بِحِبْرِ الخَلاصِ ..
هُناكَ.... بِذاكَ ....كَذاكَ تَدومْ...
الرابعة صَباحاً
7/1/2008