|
يا مَنْ تَـوَارَثَ نَهْجَكَ العُلَمَـاءُ |
هَدْياً وَحارَ بِوَصْفِكَ الشُّعَـراءُ |
بَشَّـرْتَ بِالنُّورِ الْمُبِـينِ بَصَائِراً |
فَتَبَـدَّدَتْ ظُلَمٌ وَسـادَ ضِيـاءُ |
بِكَ يا نصيرَ الحَقِّ تَمَّ تشَهُّدي |
بعـد الإلهِ كما دَعـا الحُكَمـاءُ |
لَمَّتْ قُرَيْشُ رؤوسَها وتدَارسوا |
خِططـاً لِكَيْدٍ حاكَـهُ السُّفَهـاءُ |
فَمَحَوْتَ باللِّـينِ الضَّغائنَ بينهمْ |
بِالْحِلْمِ تَعْفـو إنْ بَغَوْا وأَسـاءُوا |
اقْـرَأْ! بِها جِبْرِيلُ جاءَكَ مُرْسَلاً |
فَعَلِمْتَ مـا لمْ يُـدْرِكِ النُّبَهـاءُ |
شَرّفْتَ يَثْرِبَ إِذْ أَمِمْتَ دِيارَها |
وَتَضَـوَّعَتْ مِنْ مِسْكِكَ الأَرْجاءُ |
وَأَنَرْتَ دَرْبَ العَالَمينَ لرَحْمَـةٍ |
جَلَّتْ فَـلاذَ بِظِلِّهـا السُّعِـداءُ |
كَمُلَتْ بِبِعْثَتِكَ الشَّمـائلُ في الوَرَى |
خُلُقـاً كَريماً صانَهُ الشُّرفاءُ |
مَتْنُ البُراقِ دَنَا فَكانَ مَطِيَّـةً |
طُـوبَى لَكَ الْمِعْـراجُ وَالإسْـراءُ |
لَكَ جَـاءَ في الذِّكْرِ الْحَكيمِ بِآيِهِ |
وَصْفٌ بَليـغٌ شَـامِلٌ وَثَنـاءُ |
لامٌ "عَلَى خُلُقٍ عَظيمٍ " أَكَّدَتْ |
أَسْمَى الخِصالِ يَحُوزُها الرُّحَمـاءُ |
وعَبَرْتَ فَوقَ النَّائِبـاتِ فَلَمْ تَنَلْ |
مِنْ عَزْمِكَ الأحْـزانُ والأرْزَاءُ |
وهَدَمْتَ أَصْلَ الشِّركِ بالتَّوْحيـدِ في |
أُمَمٍ فَعَـمَّ تعـايُشٌ وإخـاءُ |
هَذَّبْتَ في الصَّحْبِ الكِرامِ حَماسَهُمْ |
ونَشَرْتَ عدْلاً صانَهُ الْخُلفاءُ |
قَوْمٌ تُقـاةٌ حَافِظُـونَ لِعَهْـدِهِمْ |
فيهمْ حُمـاةُ الدِّينِ والنُّـزَهاءُ |
زَانُـوا الْمَكارِمَ بالسَّماحَةِ شِيمَـةً |
والعهْـدُ فيهمْ ذِمَّـةٌ ووفـاءُ |
فتَحوا بلادَ السِّنْدِ إذْ نشَروا بِهـا |
سِلْمـاً عَلَتْـهُ شَـريعةٌ غَـرَّاءُ |
والْغَربُ رَحَّبَ أَهْلُهُ بِعُلُـومِهِمْ |
بَهَـرَ الطُّغـاةَ تَسـامُحٌ وَقَضاءُ |
شَادُوا مَعالِمَ شامِخـاتٍ أَيْنَما |
حَلُّـوا وَكَمْ ذَكَـرَ البُنـاةَ بِنـاءُ |
العِلمُ أَنْتَ مَنـارُهُ وَمَعينـُهُ |
منْ نُورِ هَدْيِكَ تُسْتَـقَى الأَضْـواءُ |
ياخََيْرَ منْ وَطِئَ الثّـَرَى واسْتَلْهَمَتْ |
منْ نورِكَ الأحْيـاءُ والأجواءُ |
عشِقَتْ مَحاسِنكَ الخلائقُ فاكْتَستْ |
حُسناً وَمَجَّـدَ ذِكْرَكَ الْفُضَلاءُ |
شَمَلَتْ كِتَابَ الله سُنَّتُكَ الَّتـي |
مِنْهـا الْبَيَـانُ يُجيدُهُ الْفُقَهـاءُ |
صَلَّى عَلَيْكَ الْـَبرُّ في مَـلإ الْعُلا |
أَكْـرِمْ بِمَنْ جلَّتْ لَهُ الأسْمـاءُ |
ولآل بيْتكَ في السَّـلامِ مَـوَدَّةٌ |
أَوْصَى بِهـا النُّسَّـاكُ والنُّجَبـاءُ |
وعلى صَحابَتِكَ الكِرامِ جَميعِهـمْ |
مَطرُ الرِّضا كلٌّ بحُبِّـك بَـاءُوا |
إِنِّي بِمَدْحِكَ –والحروفُ نَدِيَّةٌ- |
أَصْبُو لِما يصْبـو لَـهُ الشُّهَـداءُ |