|
أَنَا جِئْتُ الْهُوَيْنَى بَعْدَ ظِلِّي |
لأَحْضُنَ فِي الْهَوَى رُوحِي وَكُلِّي |
تُسَابِقُنِي إِلَيْكَ الْرُّوحُ شَوْقاً |
وَإِذْ بِي فِي عِيُونِكَ كُنْتُ قَبْلِي |
غَرِقْتُ بِدَمْعِكَ الْمَسْكُوبِ حُزْناً |
فَصَارَ الْدَّمْعُ فِي عَيْنِي يُصَلِّي |
تَلاقَيْنَا وَلَكِنْ مَا الْتَقَيْنَا |
وَقَدْ كَانَ الْلِّقَاءُ بِدُونِ وَصْلِ |
وَرُغْمَ الْبَيْنِ بَانَ الْوَصْلُ نُوراً |
كَمَنْ طَالَ الْنُّجُومَ بُدُونِ لَيْلِ |
وَحُضْنٌ لَفَّ رُوحَيْنَا بِحُبٍّ |
كَحُضْنِ الأُمِّ مَوْثُوراً بِطِفْلِ |
فَخُذْ مِنِّي حَنَانَ الأُمِّ قَوْلاً |
وَدَعْ لِي حُرْقَةَ الآهَاتِ قَوْلِي |
أُنَادِيِنِي هُنَاكَ وَأنْتَ عِنْدِي |
تُلَمْلُمُ صَوْتِيَ الْمَهْدُورَ حَوْلِي |
إِذَا ضَلَّ الْفُرَاقُ بِنَا سَبِيلاً |
فَلا هَدْيٌ لِهِجْرَانٍ بِفِعْلِ |
حَمَلْتُكَ فِي فُؤَادِي بَلْ بِدَمِّي |
فَصِرْتَ كَمَنْ يَعِيشُ بِمِثْلِ مِثْلِي |
فَلَنْ يَخْتَلَّ فِي الْصَّرْحَيْنِ وَزْنٌ |
وَمَا تأْثِيِرُ أَطْنَانٍ بِرِطْلِ!! |
وَهَلْ يَهْتَمُّ بِالأَقْمَارِ بَدْرٌ ؟ |
تَرَاءَى دُونَ مِنْظَارٍ بِعَقْلِ !!؟ |
وَمَا هَمُّ الْطُّيُورِ بِكَسْرِ غُصْنٍ |
إِذا كَانَتْ تُرَفْرِفُ فَوْقَ حَقْلِ |
لَنَا فِي الأَرْضِ مِيِعَادٌ لِنَلْقَى |
تُرَابَ الأَرْضِ يَحْمِلُنَا لِظِلِّ |
فَلا تَحْزَنْ.. لأَنَّكَ صِرْتَ عِنْدِي |
وَقَبْلُكَ كُنْتَ مِلْءَ الْرُّوحِ أَصْلِي |