بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الشهر الكريم تُصفد الشياطين ولكن تبقى شياطين الأنس حرة طليقة تُمارس نشاطها بين عباد الله فكم من موقف يتعرض له المسلم الصائم بمصادمه احد شياطين الأنس له وخاصة قبل موعد الإفطار
تكثر المعارك الرمضانية وأكاد اجزم أن شهر رمضان يحتل وبجدارة أعلى نسبة في عدد المعارك والمضاربة وخاصة في الساعة الأخيرة من نهاره
بلامس القريب سولت لي نفسي أن اشتري صحن فول وان كنت عاهدت نفسي قبيل دخول الشهر الكريم أن أتوب واقلع عن أكل الفول واستطعت أن اصمد لمدة أسبوعين فقط ولكن هذا القرار الجائر اثر على نفسيتي ومزاجي وأصبحت كثير التوهان بطيء التفكير وعدم اتزاني في اتخاذ قرارات مصيرية صائبة فقلت في نفسي يا نفسي عليك بالفول فهو طعام الملوك والفقراء على حد سواء فأخذت ( صحني ) وتوجهت إلى بائع الفول وهالني طول الصف الذي يقف فية المدمنين ممن هم على شاكلتي وشرواية
فبعد أن أخذت مكاني في الصف وكان وقتها لم يبقى على موعد الإفطار سوى عشرون دقيقة أو اعتقد أنها عشرين دقيقه ( على المدقق الملقوف بالإملاء موافاتي بالصحيح منها مشكورا )
وإذ برجل كبير الهامة طويل القامة عريض المنكبين أشعث ذو رائحة مقززه اعتقدت أنه من كفار قريش قد بعثة الله لنا ليتوطى على بطوننا
لم يراعي حرمة هذا الصف الطويل ولم يقدم الاحترام للفول ومحبيه فتقدم بكل بجاحة إلى أول الصف متخطياً جميع الأشناب الواقفة وبما إنني ملقوف حبتين الله يهديني صرخت صرخة الحرب ( أقول أنت يا جحا أوقف في الأخير ما تشوف الصف ) وما أن انتهيت من جملتي المفيدة حتى هرول إلي مسرعاً وهو يصيح لا نجوت أن نجا منهو جحا يا شيبوب واخذ بتلابيب ثوبي وهو يرعد ويتهدد ( الفول ماهو حق أبوك واطرم أي اصمت قبحك الله اعتقد أنة يقصدها ) فقلت أصلحك الله يا صنديد أنا ما أقصدك اقصد هذا الغثيث الهندي إلي يبغى يتخطى الصف أما أنت أول واحد الله يهديك بس فك وأنا أفك فارتخت يداه عن ياقة ثوبي وأطلقني استنشق بعض الهواء النقي وخاصة أن رائحتة نتنه فعاد أدراجة إلى أول الصف ليبعث له الله من هو مثلة وعلى شاكلتة ( شراني عصبي) فتلاسنا المتصارعين وتلاكما ولم أرى سوى اللكمات والرفس الجائر لكل من يقف في الصف واختلط الحابل بالصحون والقدور التي تطايرت عالياً لترسم لنا مشهد رائع تراجيدي في حبنا الشديد للنظام والفول وصبرنا على ما ابتلانا بة الله من شياطين الأنس التي تتكاثر في شهر الخير والإحسان
فعدت مسرعاً أدراجي قبل أن يصيبني صحن طائر يضع تحت عيني علامة مسجلة احملها معي صبيحة يوم العيد
عدت إلى منزلي بدون أن أتذوق طعم الفول الذي احببتة ومنيت نفسي به فقد حرمني شيطان من شياطين الأنس من التمتع بطعم الفول الشهي ( الله لا يوفقه وين ماكان ) شيطان اشد وأقوى من شياطين الجن ولا زالت صورة صحن الفول بزيت الزيتون مع سلطة حارة تقبع في ذاكرتي حتى إعداد هذا الموضوع
والله يخارجنا بكرة لا يبعث لنا الله احد شياطين الأنس ويكون معاة الحزام الأسود في الكارتية ويحصدنا عن بكرة أبينا وتجدون أخبارنا تداولها الصحف والمنتديات
وكل عام وانتم إلى الله اقرب
عنترنيت