بينما يلتهب العراق والأراضي المحتلة بالأحداث الدامية, تشهد الولايات المتحدة حركة دؤوبة تتمثل بزيارات متعددة لزعماء عرب إلى واشنطن لبحث ملفات الشرق الأوسط الساخنة المتمثلة في تفاقم الرفض الشعبي العراقي للاحتلال الأميركي, وبحث خطة فك الارتباط التي ينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون -يقوم أيضا بزيارة لواشنطن - تطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ففي الشأن العراقي يحاول بوش أن يقنع مؤيدي سياسته أو الساكتين عنها في الشرق الأوسط بأن الوضع في العراق تحسن وأن هدف الأميركيين هو نقل السيادة إلى العراقيين مهما كلف الأمر من تضحيات.
ورغم "الأيام العصيبة" التي مرت على الجيش الأميركي كما وصفها بوش ووزير خارجيته كولن باول, فإنه يريد أن يدرك ضيوفه العرب بأن إدارته فعلت الصواب بغزوها العراق, وأن ملف الإصلاحات المتمثل بمبادرة الشرق الأوسط الكبير هو السبيل الأنجع للأمة العربية.
لائحة الضيوف
ولعل أول من وصل إلى الولايات المتحدة من لائحة الضيوف المرتقبين هو الرئيس المصري حسني مبارك الذي اتفق مع نظيره الأميركي خلال اجتماعهما في كراوفورد بتكساس اليوم على تأييد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة, شريطة أن يتم في إطار خطة خارطة الطريق.
شارون يريد تعهدا أميركيا بالإبقاء على المجمعات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة (الفرنسية)
ضيف واشنطن الثاني سيكون أرييل شارون الذي لم تحسم حكومته مع الولايات المتحدة لحد الآن مسألة التعهد الأميركي بالإبقاء على المجمعات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية عقب الانسحاب من غزة. ويطالب شارون الذي سيلتقي بوش غدا الأربعاء بموقف واضح في هذا الشأن، معتبرا أن واشنطن تتمسك حاليا بصيغة فضفاضة تشير إلى أن أي تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجب أن تأخذ في الاعتبار الواقع السكاني على الأرض من دون أي التزام محدد بالإبقاء على المستوطنات.
وتستقبل الولايات المتحدة يوم غد أيضا ضيفها الثالث وهو العاهل الأردني عبد الله الثاني الذي سيبحث مع بوش الأوضاع الأمنية المتردية في منطقة الشرق الأوسط وما تسببه للأردن من قلق بالنظر إلى موقعه الجغرافي الواقع بين العراق والأراضي المحتلة. وسيناقش عبد الله مع بوش يوم 21 من هذا الشهر مبادرة الشرق الأوسط الكبير والتأكيد على موقف الأردن المؤمن بأن الإصلاح يجب أن ينبع من الداخل وأن يحترم خصوصية كل دولة.
وحتى تكتمل لائحة الضيوف يصل واشنطن يوم 21 أبريل/ نيسان الجاري وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الذي يطالب البيت الأبيض بتحمل مسؤولياته تجاه عملية السلام، ويعتبر الانسحاب الإسرائيلي من غزة بمثابة عقاب لأنه يهدف إلى إغلاق كافة معابر القطاع ويغلق الملف الفلسطيني.
ويؤيد الفلسطينيون عقد القمة العربية في تونس شريطة أن تتصدر قضية الصراع العربي الإسرائيلي جدول أعمال القمة التي علقت لأسباب مجهولة، إثر زيارة مماثلة أجراها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى الولايات المتحدة في فبراير/ شباط الماضي. وتذرعت تونس الشهر الماضي بأن القمة أرجئت بسبب خلافات عميقة بشأن الإصلاحات السياسية في العالم العربي.
________
الجزيرة نت