|
تولَّ يا فخرُ مـا عـادت مفاخرُنـا |
إلاّ الخرافاتِ من لهوٍ ومـن طَـرَبِ |
كنّا ..وكُنّا ..! ولكن هل ترى أَثَراً؟! |
غير الرمادِ من الأجسـادِ والحَطـب |
نامَ الرجالُ ..أفاقوا عندما انقلبَـت |
محاورُ الأرضِ..ولّى عصرُنا الذهبـي |
صِرنـا غُثـاءً فـلا أرضٌ تؤملُنـا |
خيراً ولا وبلُنا من ديمـةِ السُحـبِ |
بل مـن عُصـارةِ أشـلاءٍ ممزقـةٍ |
هي الخبالُ وقد سيمت علـى اللهبِ |
صِرنا رُعاعاً وكُنّـا سـادةً نُجبـا |
كُنّا قياماً وأصبحنا علـى الرُكـبِ |
تولّ يا فخـرُ لا يخدعـكَ مظهرُنـا |
فقد تُصيبكَ عدوى الجُبنِ والجـربِ |
تولَّ يا فخرُ لا يُغريكَ مَـن شمخـوا |
فقد تهاووا من العليـاء كالشُهـبِ |
نقولُ سوفَ..وما جدوى الوعيدِ إذا |
كان الوعيدُ من التخديـر والعتـبِ |
لم نعتبر إذ تمطّى الغـربُ صهوتنـا |
بل قد عدونا لِدعواهم بِـلا سبـبِ |
سوى الهوانِ وقـد نِلنـاهُ مفخـرةً |
فَلتعجبوا إنني فـي غايـةِ العجـبِ |
فقادةُ العُربِ معهم هرولـوا عَبَثـاً |
بدربِهم..ثم لم يجنوا سـوى التعـبِ |
فإن أصابوا..ألم نجري لكـم معكـم!؟ |
وأن تردُّوا..فهـذا شعبُنـا العربـي!!! |
هيَ الشعوبُ لكم..والأرضُ ملككمُ |
ولا نريدُ سوى عرشاً مـن القُبـبِ |
إن قامَ فيهم كسيرٌ ..شَـلَّ منطقَـهُ |
خوفٌ.! وما قيمةُ التنديدِ والخُطـبِ |
تأنَّ يا فخرُ هـل تـؤوي جنازتنـا |
لم يبقَ منّا سـوى تمثالِنـا الخشبـي |
تأنَّ كي تُبصرَ الأحرارَ فـي قفـصٍ |
..لكي تراهم بدارِ الذُلِّ عن كثـبِ |
لا تنتحب ودعِ الثكلـى لِحسرتهـم |
فقد بلغنا نواحـاً ألـفَ منتحـبِ |
تولّ يا فخرُ ..حـاول أن تُسابقنـا |
وهل تدانـي فِـراراً أُمـةَ الهَـرَبِ |
وهل تشـاركُ قومـاً فـي تشتتِهـم |
فنحنُ ما بيـنَ مغبـونٍ ومغتـربِ |
وقد أَقمنا قرونـاً فـي مواجعِنـا |
وتلكَ آلامُنا تنهـالُ مـن حِقـبِ |
فاظفرْ بنفسِك لا فخـرٌ يليـقُ بِنـا |
فنحنُ لا رأسُ..بل يا فخرُ كالذنـبِ |
وقل إذا ساءلوك الناسُ عـن خبَـرٍ |
أقمتُ فيهم ..وماتت أُمةُ العـربِ ! |