|
لامني لمّا يراعي بي غدََرْ |
لا تلمني لُمْ فؤادي إنْ سَكَرْ |
قلْ بِأنِّي أَدَّعي الشعر إذاً |
لَمْ يَعُدْ شاعرَ قصرٍ من عَثَرْ |
لا أبالي إن نفيت الشعر عنّي |
فأنا أكتبُ قلبِي إنْ أمَرْ |
كيفَ أغْدو دونَ حسٍّ شاعرًا |
أحَسِبْتَ الشِّعرَ قولاً مندثرْ |
كنتُ أعمى لستُ أستحيي بها |
وبقولٍ منكَ قلبي قدْ بَصرْ |
رُبَّ شعرٍ ليسَ شعرًا إنّما |
حسُّهُ ألْهمَ قلبي فانْفجرْ |
قد يصير النثر أحلى في الورى |
حينَ يقسو شعرُنا مثلَ الحجرْ |
يا فؤادي تُبْ إذاً من سكرةٍ |
فهنا جنبَك طفلٌ منْكسر |
ذا صبيٌّ مُقْعدٌ في مَهده |
حاول المشي ولكنْ ما قَدَرْ |
كم زهونا يا فؤادي بالصّبا |
كمْ ضحكنا كم لعبنا في نفَرْ |
غير أنّ الطفل ما ذاق الصّبا |
عاش في ظلمة ليل مستتر |
كيف يحلو لكَ عيشٌ راغدٌ |
وصبيٌّ مثلُ هذا منْفطرْ |
يا عيوني بك كم عشتُ أرى |
روعةَ الخلق ونورا للقمرْ |
أتسلَّى بعيونٍ للمها |
وجمالٍ لفتاة قد سَحَرْ |
لَمْ أكنْ أشعرُ بالأعمى الذي |
عاشَ دهرًا في ظلامٍ ما نظرْ |
هل تُرى قلبي سيقوى مثلَه |
في دجى العُميِ ثوانٍ يصْطبرْ |
كيف يحلو لك عيش راغد |
وكفيفٌ في سوادٍ قد فُطر |
يا لسانًا بقصيدي كمْ زهى |
يسهرُ الليل يغنّي للسّحرْ |
بكلام سَلْسَلٍ يحكي الهوى |
للّتي قلبي سبَتْ منذ الصّغر |
عاش حرًّا ليس يخشى في الورى |
غيرَ ربٍّ عن بذيءٍ قد نَهرْ |
هل تُرى كان لساني ذاكرًا |
أبكمًا تاق لنطق منعثر |
كيف يحلو لك عيش راغد |
وهنا أبكمُ جنبي ينتظر |
كيف تحلو جنّةُ الدنيا إذًا |
وأخي مبتورُ عضوٍ في سقَر |
يا إلاهي لكَ حمدٌ دائمٌ |
عددَ الخلقِ وتعْداد الحجر |
عافِنا ربِّ منَ البلوى غدًا |
عاف بالرّحمة آثام البشر |
وارحم اللّهم عبدا مبتلًى |
واعطِهِ صبرا جميلا وأنِر |
هذه الدنيا حضوضٌ إنّما |
جنّة العدنِ لعبدٍ قد صبرْ |