|
مـن ذا يَطُـولُ غيابُـه كغيابـي؟!![](clear.gif) |
فلقد طوى طولُ الغيـاب شبابـي! |
و مكثـت أنتظـرُ الإيـابَ بلهفـةٍ![](clear.gif) |
حتـى تَعَـذَّرَ واستحـال إيـابـي! |
لأرى الفؤاد غدا حبيـسَ مغـارةٍ![](clear.gif) |
تغشـاهُ فيهـا حيـرةُ المرتـابِ |
تضنيه أشجـانٌ فتذكـيَ شوقَـهُ![](clear.gif) |
و حنينَـهُ للأهـل والأصـحـاب |
![](clear.gif) |
أما الرفاق فقد مضـوا لسبيلهـم |
رحلوا ، فودعهـم فـؤادي باكيـاً![](clear.gif) |
ومُعَبِّراً - بمـرارةٍ - عمَّـا بـي |
رحلوا كأسراب الطيور ، فليتنـي![](clear.gif) |
أقوى على التحليـق كالأسـراب |
أترى أعـود وألتقـي بأحبتـي ؟!![](clear.gif) |
أم أننـي أسعـى وراء سـراب ! |
![](clear.gif) |
إنِّي أَتوق لأن أعانق موطناً |
(جُــبَـنَ) التـي ظلـت نشيـداً خالـداً![](clear.gif) |
أشدو بهِ فـي غربتـي وغيابـي |
فَتِلالُهـا نعـم المـلاذ لمهجتـي![](clear.gif) |
وحقولهـا مُتَنَفَسِـيْ ورحـابـي |
فمتـى أعانـق دفئهـا وحنانهـا؟![](clear.gif) |
ومتى يُـسامرُ سحرُها أهدابي؟! |
![](clear.gif) |
الله كـم تحلـو بحسـن قبابهـا! |
أمـا مآذنُهـا العـظـامُ فإنـهـا![](clear.gif) |
أعجوبة سحـرت ذوي الألبـاب! |
لشمـوخ ( قلعتهـا) أزفُّ تحيـةً![](clear.gif) |
وأبـوح بالتقـديـر والإعـجـاب |
وأبثُّ في الآفـاق عطـرَ محبـةٍ![](clear.gif) |
( للعامريـة) ملتقـى الأحـبـاب |
لرحـاب مسجدهـا أذوبُ تَشَوُقـاً![](clear.gif) |
وأتوقُ للصلـوات فـي المحـراب |
![](clear.gif) |
أما الحنين إلى ( القُرَيْنِ) فلـم أزلْ |
و( القُفل) أضحى يستثير مواجعـي![](clear.gif) |
في قسـوةٍ باتـت تثيـر عذابـي |
والشوق ماضٍ في خضم مشاعري![](clear.gif) |
لم يصغِ يومـاً سمعُـهُ لعتابـي |
ورياحه مـا إن تهـب بخاطـري![](clear.gif) |
حتـى أفـارق مأكلـي وشرابـي |
يا شوق رفقـاً بالغريـب وحالـهِ![](clear.gif) |
فالدهر يرشـق صـدره بحـراب |
يكفيه بؤسـاً ان يهيـم مهاجـراً![](clear.gif) |
أو يبتلـى بمتاعـبٍ وصـعـاب |
![](clear.gif) |
لكنمـا عفـو الإلــه مــراده |
رباهُ فاغفرْ زلتـي، فأنـا الـذي![](clear.gif) |
أسرفت في تهويل حجـم مصابـي |
قد حدت عن عين الصواب مبالغـاً![](clear.gif) |
لولا الحنين لمـا فقـدت صوابـي |
لكننـي لجميـل عفـوك راجيـاً![](clear.gif) |
فاختم خواتيمـي بحسـن مآبـي |