يا حبيبي
من قال أنك قد مضيت ولم تتمّ لنا الوصية
قل يا حبيبي استأذنتك -على تطاطؤها- المنية
وأردت ان ترقى إلى حيث الرفيق، محمد خير البرية
مالي وما للعين تبكي -يا حبيب- عليك، بل تبكي عليَّ
إني أراك تحدث العظماء عن معنى الخلود
وأراك تمشي في رياض الخلد تحكي للمدى سرَّ الصمود
وتحدث الأشجار والأنهار والعسل المصفى والورود
عن سر شعب قدم الشهداء قرباناً لإرضاء الودود
ولأجل أن تحيا الورود بأرضه.. تتنشق الأنسام من دون القيود
إني أرى الشهداء يصطفّون عندك يضحكون لنور طلعتك البهية
بل يشكرون الله أن زاد النعيم على الشهيد -بكم- لمنزلة علية
إني أراهم -سيدي- في الخلد يلتمسون لحيتك الندية
إني أراهم -سيدي- قد هللوا للقاء ملهوف وتأدية التحية
إني أراهم -سيدي- إني أراهم..
قد هللوا فرحين، لا خطرٌ يُداهم..
ولا غصص قوية
* * * *
وتركتنا..
في الحزن لا ندري الشمال من الجنوب
وتركتنا..
يا.. كنت بوصلة القلوب إلى القلوب
وتركتنا..
كيف احتمال القلب - يا قلبي- لتدمير الخطوب
وتركتنا..
يا أجمل الأرواح -يا شيخي- ويا أعلى الرجالْ
وتركتنا..
من سوف يهدينا ويرشدنا إلى ساح القتال
وتركتنا..
من سوف يكسر عند كرسي الشموخ، أذى النصال على النصالْ
وتركتنا..
كل الدموع تحجرت، يا هول قلب، لا تقاومه الجبال
أتركتنا؟
أنا لا أصدق أن مثلك قد يموتْ
أنا لا أصدق أن يعمّ الصمت فينا والسكوتْ
إن الشهيد إذا ارتقى يحيا
إن القعيد إذا ارتقى يمشي
قم -يا حبيبي- القدس تنتظر المسيرة والفتوح
قم -يا حبيبي- أطلق الفجر الذي من نور وجهك
من جبينك من دماك أتى يلوح
قم يا حبيبي
يا سرّ حب في فؤادي أشتكيه ولا أبوح