لم ترديني
أرقب العين التي تلقي التحايا في الصباح
أرشف القهوة في صمت وهَمْ
هذه المرأة في أهداب عينيها
وفي أعماقها حب وحزن وشجون
يا منىً غابت ولم تترك خبر
هل قتلت القلب أم قال القدر
ذا دمي سال بسيفٌ لم يُسَنْ
أين منك الحب هل أمسى أثر؟
أين ذاك الهمس عني يا ملاكا طاهرا
كانت معي بالأمس
أين ذاك الدمع الذي أدمى العيون الساهرات
وليالينا التي كانت تغذينا الحياة
أين أحلاما نسجناها معا؟
ووعودا قد قطعناها بأن
نلتقى رغم المحن
فاتركي الجثمان يؤويه العفن
ألحديني واغرسي بعض الزهور
فوق قبري
قبل أن أغدو طعاما للنسور
لك في قلبي من الحب بحور
لك يا حبي بوجداني الحضور
لكي في بيتي زجاجات العطور
ليتها تحظى بلقياك
فارجعى يوماً خذيها
وانثريها فوق ذاك الجيد والصدر الحنون
واذكريني
واذكري في هدأة الليل سويعات الجنون
كم تمنيت بأن أهديك عمري
كم تمنيت بأن تفديك روحي
كم تمنيت بأن ألقاك يوما لتغطيك جفوني
آه يا سهما رماني عبر موجات الأثير
في هدأة الليل المثير
وتمادى في فؤادي لم يزل ينخر في عظمي النحيل
أه يا طيفا توارى في السحاب
يا حبيبا صب لي كأس الشباب
لم ترديني صريعا للعذاب؟