"تبا لها دنيا"
مشيت ظانا ان الدنيا ليست الا للفرح، مختال تكاد لاتطأ الارض قدمي، سعيد بما اتاني الله من سكن ومال وفير وخدم وحشم، متناسي لكل مافي هذا الكون من حزن كأني وحيد وكل مافيها لي ليس لأحد.
واذا به رجل بالحقل يكدح يحمل الفأس تارة وتارة للعرق يمسح، منذ بزوغ الشمس أتى ومازال يجمع قوت يومه لاراحة ولا جدل، شدني منظر للعين أبهرها كيف أنه للدنيا زاهدلاهمه مظهره ولا كيف يلبس لاينظر الا للارض كيف يحرث، ان تابت قلبي الحيره بسؤال للصدر يملئ وددت لو أسأله ولكن نظرة بالعين تمنع، حتى ناديته "عماه"
فرد"مابالك ياولدي" كأنه لسؤالي هذا ينتظر!! قال"ما بالك ياولدي منذ ساعات الصباح وأنت لي محدق" فأجبت "عفوا ولكن أساءني حالك كبير أنت مثلك على الارائك جالس" فأجاب"آه لو كنت لها صاحب لمت جوعا وأعيا أطفالي السقم مالي سوى الله عالم الحال وبه اعتصم وأملي به جنة بعد مماتي أجد".
"أين بيتك يا عماه؟" "هاهو هناك عند الشجر". واذا به عشة تكاد الريح تحمله عجبت كيف لانسان لمثل هذا يلجأ، فسألته "هل لي بماء يكاد لساني للهاة يجرح"؟؟ وما همني الماء ولكن فضول في يدفع لأعرف مافي بيته وكيف يسكن.
فأخذتنا الخطى الى عشته ولطخ الطين ورد قدمي فاشمأززت وهو لي مبتسم يقول"لين العود أنت يالك من مترف" منه خلقت واليه تعود فكيف لك ان تقرف"، دخلت البيت واذا به خاويا سريرا واحد وطفلا على الارض يمرح، فسألته "أوليس لك زوج" قال "بلى..هي وبقية اولادي في حقل آخر يعملوا يزرعون لك الثمر وأنت منه آكل ومنه مستنكر"، شربت الماء من جربة أسرت قلبي ببساطتها ولذ مائها المنهمر، وهاقد غابت الشمس والزوج لزوجها عاودت فرحة معها اولادها بعد يوم طال به العمل.
"اسمحلي ياولدي ولكنه يوم آخر هو غد"، ووضعت زوجه العشاء واذا بي أسترق النظر خبز ولبن والكل به سعد، طأطأت رأسي خجلا وبدى الكون في عيني يصغر وابتعدت وبدا بيتي كأنه القصر واكتشفت أني حزين ولم يعرف قلبي طعم الفرح وردد الفؤاد كلاما مازلت له أذكر"أنا الفقير وليس هو فتبا لها دنيا باللهو تأخذك تسري بك الأيام بالهزو واللعب يمضي بك العمر بخطف الثواني وأنت به لاتشعر واذا اتت المنية ما عساي قائل، لدي المال وماكنت له مقدر على ما الخيلاءوأنا للتراب راجع مالي من نفع آن ذاك وما كنت منتفع كثر الذنوب أثقلتني وزادتني كبرا لا لهذا ولا لذاك كنت مقدس، ليتني كنت ذاك الفقير غير قوت يومه لايملكصافي الذهن شاكر متحمد يرجو رجاءا لا للدنيا بل للآخرة هو منتظر".
فما أكلت بعدها غير خبز ولبن وما مشيت الا للحقل عامل.
اتمنى ابداء الراي في هذه القصة من قبل مختصين (ان رايكم يهمني جدا جدا)