ولنا عودة
الزيارة بعد الألف تمضي على عجل أيضا..سلام وتلاوة وصمت طويل..حنين وأشواق والصمت لا زال يزداد...المسافة بيننا موغلة في البعد مع أن الطريق إليك يسير..ولكني لا ألتقيك..
تجابهني رهبة هذا المكان..ويخترقني ذاك التناجي الهادئ الغريب بين ساكنيه...لم أنت هنا؟؟؟
يحركني الحنين المجنون لأجلس وانتظر..لعل يدا تربت على كتفي..أو ابتسامة تفتق عن معنى الحياة في شراييني...أتلو بهدوء تلاوة تلائم سكون هذا المكان...ثم أناجيك..أحدثك كما اعتدنا...ولكنك صامت..هل أضحى الصمت مقدسا؟؟؟
زيارتي لك دوما ضاجة صاخبة فرحة...لكنك للمرة بعد الألف لا تجيب ويهيمن في الأفق سلطان الوحدة والاغتراب.
أدور حولك..أحدث جلبة..علك تلتفت إلي..أو حتى لعلك تصرخ بي...ثم لا ألبث أن أعتذر لاقتحامي نسمات هذا الوقار بدموع يائسة...
يا لله؟؟؟ للاموات رهبة العظماء..أو ربما صفاء الانبياء..!!ولهم مسك الحضور وإن صمتوا .وإن رحلوا..!!!
التفاتة اخيرة وأمل هزيل بأن تناديني...ويعود إلى أذني من جديد ذاك الهمس الحالم في الآفاق..أصيخ لأتبين صوتك...رنينه الدافئ يملأني...يحركني...يدفعني لأغادر قبل أن تبدأ السماء بالاحمرار...كما اعتدت....لا زلت كما أنت تحثني على العودة قبل الغروب...
سأغادر..ولكن لي عودة متجددة مع كل شروق...لي موعد جديد وأمل بلقاء دائم...وزيارات أخرى..