|
عبدالعزيز الذي في القلب مأواه |
للقابضين على البارود ننعاه |
ما جف دمعيَ في ياسينَ أذرفهُ |
حتى تجدد في رنتيس مجراه |
مهلا رويدك قطَّعت الفؤاد أسىً |
ما أكثر الهمَّ يفري القلب يغشاه |
اختارك الله نجما هاديا عَلَماً |
تَهدي وتُرشد من شَطُّوا ومن تاهوا |
جاهدت في الله أعطيت الأُلى مَثلا |
أن الجهاد سبيلُ الحرِّ مسعاه |
بذلت روحك للرحمن تنصره |
وفاز من باع دنياه بأخراه |
يا خيبةً لبني قومي ويا أسفاً |
( أوَّاه لو أجدتِ المحزونَ أوَّاه ) |
نظل نندب شارونا وطغمتَه |
وقد تلبَّس بالشارون أشباه |
فلا هُمُ للمعالي أوقدوا شُعَلاً |
ولا هُمُ تركوا للعزِّ أبناه |
تَراهمُ في سراديبِ الهوى قِمَماً |
عاشوا له وتوارَوْا في زواياه |
لهُم نفوس رخيصاتٌ مشوهةٌ |
تبلد الحسُّ فيهم مات معناه |
نفوس من قد أحب الدون من عمل |
تقاصر العزم فيهم تاه مغزاه |
تأَمْرَكَتْ فيهمُ الأفكارُ وانحرفت |
قلوبُهم تعبد الدولارَ تهواه |
الرأيُ عندهمُ ما قال سيِّدُهُم |
في البيتِ الاَبْيَضِ شاهَ الرأيُ بلْ شاهُوا |
ما عاد وزنٌ لهمْ في الناسِ تَرْهَبُهُ |
ولا قرارٌ ملوكُ الأرضِ تخشاه |
ما ضَرَّهم لو أفاقوا من غَشاوَتِهم |
وصالَحوا ربَّهم فالنَّاصر ُالله |
إذنْ لَعَزُّوا وهابَ البغيُ صوْلَتَهُم |
وَعَاد مَجْدٌ لَنا كُنَّا نَسيناه |
إذنْ لَدَانَتْ لنا الدُّنْيا نُطَهِرُها |
بالشرعِ والدينِ نسقي الخيْرَ نرعاه |
نزيل عنها ركام الجَوْرِ نملؤُها |
حبا وعدلا ومنَّا الصِّدْقَ تَلقاه |
عبدالعزيزِ لقدْ غادرْتَنا عَجِلاً |
دَعاهُ دَاعٍ إلى الرحمنِ لبَّّاه |
لَحِقْتَ بالصَّحْبِ لا تَبْغي بِهِمْ بَدَلاً |
وَنِلْتَ سؤْلَكَ ذَاكَ العِزُّ والجَاه |
ياربِّ فَرِّجْ كُروبا قَرَّحَتْ كَبِداً |
وامنحْ فؤدايَ رُشْدا قد تمنَّاه |
امْنُنْ علينا بِفَجر نَسْتضِيئُ بِهِ |
فَالليْلُ طالَ وأَنْتَ اللهُ يَا الله |
امنُنْ بِرَاعٍ يَصوغُ الحَقُّ مَنْطِقَهُ |
( يَرْعَى بَنِيهِ وَعَيْنُ اللهِ تَرْعَاهُ ) |