إلهي أين الطريق كيف المسير فإني أخاف
أرى الظلام تمادى إلهي فأين طريق الكفاف
أرى الظلم يهجم ذئباً يطارد أصل العفاف
مشيت بدرب طويل ودمعي هتون فلا أمنعه
مشيت وحزني كبير وذاك الفؤاد فما أتعسه
فكيف لنا من فتات الحياة نفيق وذاك العدو فما ألعنه
أبغداد بأسر والقدس تسبى وشعب كبير معنّى
أبعد عز يسّود ذل والكل بات مضنّى
مشيت بذاك الطريق وهمي كبير ونفسي حزينة
وعند التواء الطريق رأيت دار بار كبيرة
أطل إلي منها شخص دعاني لكأس عتيقة
تعال لتنسى الهموم فهذه خمور رهيبة
والبار فيه من الغانيات من ستمسح همك برمش رقيق
فأشرب خمرك لتنسى همك إني عليك شفيق
ستصبح لهن رفيقاً وأنت بلا أي رفيق
نظرت إليه هززت برأسي يميناً ويسره
ثم توجهت إلى درب كبير لا أدرك سره
أطل شخص بوجه الضياء ويرتدي من الصوف جبه
قال تعال هلم فهذا مكان زهد لن ترى مثله
ففيه ستخلو لوحدك تذكر ربك وتنسى همك
وتعلم أن الحياة بذكر الإله ستصبح جنة
نظرت إليه هززت برأسي لتحت وأعلى
وعدت بعوده ، لذاك المكان ولكن بعيد قليل وجوله
سلمت عليه ، قبلت رأسه
وقلت : هنيئاً بنور وتقوى ونعمه
مشيت قليلاً أطل من الدرب طفل يحمل دميه
نادى : عماه تعال فإني وحيد أناجي الأهله
إني يتيم حزين أشكو التيتم ألام وحده
فهلا أخذت اليتيم إليك وكنت أباه وأهله
هززت برأسي ، همست إليه : إني أحب الطفولة
لكن همي كبير ودربي طويل هل تقو قطعه؟
فإن أردت النجاة تعال معي ولكن حذار
فإياك شكوى الطريق ، سنخوض غمار الطريق
ونعلو على كل صعبه
أجاب : أجل قبلت بطول الطريق
فمثلك شخص نبيل يطارد شيئاً
وبكل صراحة أنا لا أعرف سره
هززت برأسي ، أجبت عليه:
عندما تكبر ستفهم كنه الأمور
وستفهم كيف النجاة وكيف الهلاك
وستعرف من يحب رؤاك
ومن يكره فيه البطولة ، ومن سيبغض فيك الرجولة
ومن يريد لكل الرجال أنوثه
ستفهم أشياء جمه
مشينا سوياً _قليلاُ _ وفي آخر الدرب أطلت ظلال
وهذه الظلال فيها ظلال سعيدة وفيها ظلال حزينة
نظر إلي اليتيم وقال : هذه ظلال القبيلة
فذاك أبي قد قضى بطلقة غدر حقيره
وتلك أماه ماتت بعيده .... حزينه
وبكى الطفل أدمع قلبي
ضممت اليتيم إلي ، مسحت دموعه بثوبي
مشينا سوياً _قليلا_
وفي أخر الدرب رأينا جنوداً تنام
فوق الجياد وهذه الجياد حبيسه
قرأت أسماء جيش النيام
قرأت أحمد ، صلاح ، سمير ، وأسماء عُرب أخرى كثيره
عرفت بأن تلك الجنود أمجادنا الماضيات
تطلع الطفل إلي ، أكتفيت بقول :
لا حول ولا قوة إلا بربي
مشيناً سوياً _قليلاً _ وفي آخر الدرب
أفقت من الحلم لأبكي كثيراً
وأناجي الإله بأن يستفيق الجنود
لعلي أدرك كنه الطريق وأين العفاف
رباه فإني أخاف ، رباه فإني أخاف