|
"حي الزيتون" |
للّـهِ حَـيٌّ بِجُنْدِ اللـهِ قَـدْ شَمَسَـا |
حَـيٌّ تَأَلَّـقَ بِـالـزَّيْتُـونِ بَـارِقُـهُ |
وَالعِزُّ فَوْقَ تُرَابِ الحَيِّ قَـدْ غُـرِسَـا |
جَاءَ اليَهُـودُ إِليْهِ فِـي جَحَـافِلِـهِمْ |
يَسْتَنْفِـرُونَ لِقَتْـلِ الصِّبْيَـةِ الْحَرَسَـا |
فَاسْـتَقْبَلَتْهُمْ مِنَ الأَحْرَارِ عَـاصِفَـةٌ |
وَحَـرُّ نَـارٍ سَمُـومٍ تَخْنُـقُ النَّفَسَـا |
تَرَى الْكَـتَائِـبَ كـالآسَـادِ رَابِضَـةٌ |
وَهَلْ تَرَى الليْثَ إِلاَّ زَائِـراً شَـرِسَـا |
لَهُـمْ أَيَـادٍ بِحَـوْلِ اللـهِ ضَـارِبَـةٌ |
مِثْلُ المَطَـارِقِ يُشْقِي بَأْسُهَا التَّعِسَـا |
إِذَا أَصَـابَتْ مِـنَ الْمُحْتَلِّ هَـامَتَـهُ |
تَدَفّـَقَ الـدَّمُ كـالشَّـلاّلِ وَانْبَجَسَـا |
وَهَـاجَتِ الرِّيـحُ تَذْرُو كُـلَّ شَـائِبَةٍ |
وَزَمْجَرَ السَّيْلُ يَمْحُو الرِّجْسَ وَالنَّجَسَا |
لمَّـا تَـطَـاوَلَ شَـارُونٌ بِعُـدَّتِـهِ |
رَمَـاهُ رَبِّـي بِجُـنْدِ العِـزِّ فَارْتَكَسَـا |
قَدْ جَـاءَ يَنْعَقُ بالتَّدْمِيرِ فِي صَـخَبٍ |
حَتَّى أَتَـاهُ زَئِيرُ الأُسْـدِ فَانْخَـرَسَـا |
لمَّا اشْـرَأَبَّتْ إِلى الزَّيْتُونِ هَـامَتُـهُ |
رَأَى الْكَـتَائِبَ عِنْدَ الحّـيِّ فَانْخَنَسَـا |
هَوَتْ عَلَيْهِ أَكُـفُّ البَأْسِ غَـاضِبَـةً |
يَوْمَ الثَّـلاثِ بِعِـزِّ الـدِّيـنِ فَابْتَأسَـا |
هَوَتْ بِمَـرْكَـبَةِ المُحْـتَلِّ فَانْفَجَـرَتْ |
وَلَوْ أَصَـابَتْ صَلِيدَ الطُّورِ لانْطَمَسَـا |
يَاأَيُّهَـا الْقِـرْدُ لَـنْ تَهْنَـا بِعَـافِيَـةٍ |
وَإِنْ أَقَمْتَ عَلَـى أَبْوَابِـكَ الْعَسَـسَـا |
أَلَمْ تَـرَ الليْثَ إِنْ دِيسَتْ مَحَـارِمُـهُ |
أَبْدَى الْمَخَـالِبَ وَالأَنْيَـابَ وَافْتَرَسَـا |
فَلْتَحْـذَرِ اللـيْثَ إِنْ أَبْدَى نَـوَاجِـذَهُ |
غَيْضـاً وَزَمْجَرَ فِي الْغَـابَاتِ أَوْ عَبَسَا |
وَانْظُـرْ تَجِئْكَ قُبَيْلَ الصُّـبْحِ دَاهِيَـةٌ |
بِعَـزْمِ جُـنْدٍ شِـدَادٍ تَقْهَـرُ الْغَلَسَـا |
جُـنْدٌ أَحَبُّـوا لِقَـاءَ اللـهِ فَاتَّخَـذُوا |
نَـارَ الْجِهَـادِ إِلَى مَحْبُـوبِهِمْ قَبَسَـا |
واللـهُ أَكْـبَرُ للأبرار حَـادِيَـةٌ |
وَمَنْ أَعَدَّ لِسَـاحَـاتِ الوَغَـى فَرَسَـا |
وَأَسْـرَجُوا الْخَيْلَ للرَّحْمَـنِ عَـادِيَةً |
تَطْوِي الزَّمَانَ وَتَذْرُو الطِّينَ وَالدَّنَسَـا |
إِذَا الأَفَاعِـي أَتَتْ للحَـيِّ زَاحِـفَـةً |
والذَّيْلُ يَقْـرَعُ مِنْ طُغْيَانِهَا الْجَـرَسَـا |
سَـلَّ الأُبَـاةُ لَهَا فَأْسـاً وَمِجْـرَفَـةً |
وَحَطَّمُـوا هَامَةَ الْمَغْـرُورِ إِذْ شَمَسَـا |
جُنْدٌ تَرَاهُمْ غَـدَاةَ الرَّوْعِ عَـاصِـفَةً |
هَوْجَاءَ تَذْرُوا هَشِيمَ الأَرْضِ وَالْيَبَسَـا |
تَهْتَزُّ حَيْفَـا إِذَا مَاصَـاحَ وَاحِـدُهُمْ |
وَيَرْجُـفُ التَّلُّ وَالأَغْـوَارُ إِنْ هَمَسَـا |
إِذَا رَءَاهُ بَنُـو صُـهْيُونَ مُـنْتَفِضـاً |
ظَنُّوهُ جَيْشـاً يَسُوقُ الْمَوْتَ وَالْوَجَسَا |
وَالْخَوْفُ أَصْبَـحَ فِي أَعْـرَافِهِ طَلَـلاً |
وَرَسْـمَ دَارٍ بِعَصْفِ الرِّيحِ قَدْ دَرَسَـا |
رِيـحٌ إِذَا ثَارَ ذُو عَصْفٍ وَدَمْـدَمَـةٍ |
جِـنٌّ إِذَا قَـامَ جَـبَّـارٌ إِذَا جَـلَسَـا |
كالطَّـوْدِ تَشْمَـخُ رَغْمَ الظُّلْمِ رَايَتُـهُ |
وَقَدْ أَقَـامَ عَلَى إِسْـلامِـهِ الأُسُـسَـا |
وَتَـاجُـهُ عَلَـمُ الْقَسَّـامِ يَحْـمِلُـهُ |
وَحَـلْيُـهُ اللغَـمُ الْجَـبَّـارُ إِنْ لَبِسَـا |
إِذَا تَرَاءَتْ بِظَـهْـرِ التَّـلِّ لامَـتُـهُ |
هَوَى الطٌّغَـاةُ وَخَـرَّ البَغْيُ وَانْتَكَسَـا |
فَتىً تَسَـامَتْ إِلـَى الْجَنَّـاتِ هَـامَتُهُ |
رَأَى السَّـبِيلَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ فَالْتَمَسَـا |
رَأَى السَّـبِيلَ لِنَصْـرِ اللَّـهِ هِـمَّتَـهُ |
وَالْمَوْتُ أَضْحَى لِمَنْ رَامَ العُلا فَرَسَـا |
عَبَّ الْكَـرَامَةَ نَهْـلاً مِنْ مَـوَارِدِهَـا |
وَعَلَّلَ الـرُّوحَ بَرْداً سَـائِغـاً سَلِسَـا |
تَرَى التَّفَـاؤُلَ فِـي عَيْنَيْـهِ بَارِقَـةً |
رَغْمَ الْجِـرَاحِ وَرَغْمَ الْيَأْسِ مَايَئِسَـا |
شَقَّ الخِضَـمَّ وَعَيْنُ اللـهِ تَحْرُسُـهُ |
رَباهُ فاضْـربْ لهُ دَرْبَ الفـدَا يَبَسَـا |