هنا سكبت الحرف حاراً ، لأنه نبع من قلب مشتعل بالحب، ومنشغل به معاً ، ولم أكن أعلم قبلاً أن القلب له تباريح عاشق ، ولا نواح مشتاق ، إلا عندما وقع بصري عليك أيتها الفاتنة ، فألفيتك كما لم أتخيل أن فتاة تملك ما تملكين ، فروحك تجذب الروح فيٌ، وعيناك أصبحتا غابات حلمي ، وجمالك المنكسب بهدوء على شفتيك العذبتين يشدان الفؤاد إليهما ، بشكل لا أقوى معه على الإنعتاق ، وعندما أتأمل فيك بشكل هاديء أشعر أنك نور يتلألأ ، وأن الجمال يخفض جناحيه تواضعاً لك، ليس لأنك باهرة الجمال بل لأنك صادقة الجمال، وعندما تنطقين تصمت كل أنواع العصافير المغردة فلا أسمع لهن صوتاً، وعندما تبتسمين أشعر أن الفجر قد أبلج حتى لو كنت أنا وانت نجلس في عتمة الليل ، وعندما تضحكين أشعر أن الدنيا كلها تضحك لي.
حبيبتي أيتها الرائعة ، أنت نجوى الفؤاد و حضنه الدافيء إن ناوشته الهموم العظام، وأنت رقة مشاعري حين أكتب قصيدة شعر ، وأنت هدوء أعصابي عندما أرتشف عند مغيب الشمس كوباً من القهوة الشقراء، وأنت تفاؤلي إن بدت الأمور سواد في سواد ، وأنت عنفواني حين أمتطي الخيل عصراً لأروضه وأرضي فروسيتي ، وأنت عقلانيتي حين تهاجم عقلي استفزازات الحياة المتكررة.
أنت بكل أختصار حبيبتي ، التي أرتني الحياة بصورة أجمل وأرقى وأفضل وأنقى ، أنت مداد روحي لأعشق بهذا المداد الحياة.