المفهوم الإعلامي للإتصال:
يعرف الإتصال في مجال الإعلام بأنه "عملية المشاركة في المعلومات، تلك المرسلة و المستقبلة" بمعنى آن الخبر أو الفكرة أو المعلومة أو الخبرة ينبغي أن تتحقق من خلال المشاركة بين مرسل و مستقبل عبر عملية التغذية العكسية أو الأصداء الراجعة، و هو أيضا بث رسائل واقعية أو خيالية موحدة على أعداد كبيرة من الناس يختلفون فيما بينهم من النواحي الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و السياسية و ينتشرون في مناطق متفرقة، و يقصد بالرسائل الواقعية مجموعة الأخبار أو المعلومات و التعليمات التي تدور حول الأحداث و تنشرها الصحف و تذيعها الإذاعة و تبث صورها محطات التلفزة، أما الرسائل الخيالية فهي القصص و التمثيليات و الروايات و الأغاني و غيرها من المبتكرات الفنية التي قد ترتبط بواقع و تنسج منه صورة فنية، أو قد تكون من نسج الخيال. و حتى في الحالة الثانية لا بد من ارتباط التعبير الإتصالي بواقع المجتمع و ما فيه من إتجاهات و مبادئ و معتقدات و قيم. و في الإتصال الجماهيري الحديث تتعرض الجماهير المختلفة بإختلاف السن أو الحالة الإقتصادية أو المكانة الإجتماعية و الثقافية لنفس المؤثرات الإعلامية و الفنية الموحدة مهما تباعدت مناطق إقامتهم.
المفهوم الآلي الميكانيكي للإتصال:
فهو العملية التي يتفاعل فيها المرسل مع المستقبل في نطاق رسائل معينة بإستخدام وسيط معين و معروف و متفق عليه من قبل الطرفين المشاركين فيه بهدف إحداث تأثير معين.و إذا كان الإتصال يتخذ عدة أشكال كالدعاية و الإعلام و اللإعلان و التعليمو العلاقات العامة و الإمتاع الفني و غيرها، فإن له عدة وسائل يصل من خلالها إلى الجمهور، و من هذه الوسائل الصحافة و المطبوعات و الإذاعة و التلفزيون و السينما و المعارض و الندوات، فضلا عن الإتصال الشخصي القائم على اللقاء بين الأفراد و الجماعات وجها لوجه، و لكل وسيلة من هذه الوسائل خصائصها و ميزاتها. و هناك أيضا المفهوم السيكولوجي و المفهوم التربوي و المفهوم الإداري للإتصال.
بناءا على ما تقدم و بغض النظر عن التفاوت في رؤية و تفسير مفهوم الإتصال فإنه يتضح ما يلي:
1. أن هناك رسائل معينة بين طرفي الإتصال (هذه الرسائل منها ما هو صريح، و منها ما هو ضمني يترك أثرا في نفس السامع لا يلحظه حتى يتفاجئ بنفسه يستخدم تعبيرات الرسالة الضمنية و كأنها مسلمات، مثال ذلك تركيز الإعلام على حرمة الدم الفلسطيني عوضاً عن حرمة دم المسلم).
2. أن نقل و تبادل المعلومات يتم بإستخدام الطرق المختلفة للتعبير و بإستخدام الوسائل الإتصالية المختلفة.
3. إن الإتصالات تتم لضمان أن تكون المعلومة مفهومة و مستخدمة من قبل الجمهور المستقبل للرسالة و بغرض توجيه الفكر و تحقيق الإتفاق حول المفاهيم، وفق ما يريد القائمون على هذا الإتصال.
4. أن هناك أهدافا تتحقق من خلال عملية الإتصال بين طرفيه مما يسهل التفاهم المتبادل بينهما كمدخل للإرتفاع المشترك (في حال نقل ثقافة صحيحة عبر الإتصال) أو الإنخفاض المشترك (في حال نقل ثقافة مضللة عبر الإتصال).
5. إن الإطار الموقفي بكل ما يتضمنه من معان مهم لنجاح الإتصال لتحقيق أهدافه إذ يساعد طرفي الإتصال على تفسير ما يجري بينهما و على تحقيق الإقناع المشترك، أي لا بد من إحسان إختيار الوقت المناسب في ظل السياق المناسب لإجراء الإتصال و تحقيق الغاية منه.
الخاتمة:
أيها الكرام ذلك إذاً هو الإتصال بين بني الانسان و تلك أشكاله و أساليبه , و قد إتخذ وسائل متعددة , فوسيلة الإتصال هي كل وسيلة توصل فكرة ما او تنقل معلومة ما او شعوراً ما, كانت في القديم الطبول و أعمدة الدخان و نقل المعلومات و الاخبار مشافهة عن طريق الرسل و الصداحين, ثم بسبب ما يصيب هذه الرسائل من تشويش بسبب بُدائية هذه الوسائل,,اضطر البشر الى البحث عن وسائل أقل تشويشا و أكثر سرعة و تأثيرا , فاتخذوا الرموز و الرسوم على الجلود و الواح الخشب و الحجر و البردى, ثم في عصر الآلة سارع الإنسان إلى إستخدامها في الإتصال فكان الهاتف ثم المذياع ثم المطابع فالقنوات التلفزية ثم شبكة الانترنت , و أصبح من يسيطر على هذه الوسائل يسيطر على الفكر البشري قائدا و موجها و زاجرا, فكان لا بد لصاحب اي مشروع مبدئي أن يمتلك من هذه الوسائل ما يسهل عليه تحقيق مشروعه، فعلوم الإتصال و معارفه فيها ما يضمن وصول الأفكار المقصودة و تحقيق الأثر المنشود عند المتلقي وفق ما يريده يريده المرسل، فقط إذا تمكن من أساليبه و فقه اصوله و برع في التعامل معه و إستعماله, وإننا -أي حملة الدعوة الإسلامية- كأصحاب أعظم مشروع إنساني يجب أن نضع ثقلنا للتفقه في هذا المجال و إمتلاك وسائله و الإبداع في أساليبه، و تطوير عملنا الإعلامي ليكون أكثر تأثيراً و لفتاً للنظر.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
المصدر الناقد الاعلامي