الصراع الميتافيزيقي في السماء ( الفكر والدعاء )
تمهيد :
الانسان يمتلك هالة نورانية ضوئية (Auro) ولا يتفرد بامتلاكها بل أيضاً كل الكائنات تملك (هالة ) بما في ذلك الجمادات .. والنظرية الذرية تكفي لاثبات أن للجمادات هالة ..
ولهذه الهالة أجهزت رصد خاصة معقدة التكريب من الناحية التكنولوجية .. بيد أن العين المجردة بوسعها رؤية الهالة النورانية .. ولكن يلزمها تمارين لذلك .. وبما أن الهالة ليست موضعنا الرئيسي نكتفي بهذا القدر القليل من محطيها الواسع .
هذه الهالة تشع الافكار من الانسان كما تشع الشمس أشعتها ..
فالهالة قوامها أفكار .. وهناك عالماً عقليا قوامه أفكار .. وبهذا " افترض أفلاطون أحكماً يصف ايجابية يصف بها الوجود , كأن يقول هناك عالماً عقلياً قوامه أفكار إلى جانب هذا العالم المحسوس الذي نعيش فيه والذي قوامه أفراد جزئية " (لدفينج فتجنشتين \ د . عزمي اسلام p.64)
مقدمة :
وهذا عالم غير محسوس وسنأخذ جزء بسيط من نظرية الاهتزاز والتردد لنثبت وجود العالم العقلي من الناحية العلمية ليس فقط من الناحية الفلسفية التي كانت وتكون دوماً السباقة إلى المعرفة
(لم يكن الوصول إلة مبدأ الاهتزاز أهم ما في الامر , فقد رتبت الفيزياء على درجة الاهتزاز نتائج باهرة حين بينت أن كل شيء في الوجود يهتز ضمن رتبة وضمن موجة معينة , وان الفارق في رتب هذا التردد وطول الموجات هو كل فارق بين الموجودات : فكل ما نلسمه أو نراه , أو نسمعه أو نشمه , أو نتذوقه , ليس سوى أثير في درجة اهتزاز معينة , إذ لا وجود في الاصل الا لمادة واحدة بسيطة , تتولد منها كافة التركيبات الهيولية . وكل قوى الطبيعة صادرة عن ناموس واحد , متفنن في مفاعيله ,يعمل من خلال مبدأ الحركة , لنقل هذا الشيء إلى شيء آخر , تماماً مثل الماء ترفعه من درجة السيولة إلى درجة البخار , وإلى درجة التجمد.
ويرى العلامة "جينز" " أن ليس هناك إنشاء للمادة على أي نحو وإنما هي تحول من حالة إلى حالة .." كما ثبت تحول المادة إلى طاقة ومن ثم إلى إشعاع والإشعاع لا يفنى.
وليست نظرية الاهتزاز نظرية هامشية , بل إنها تقدم إلينا الاهتزاز كأصل للوجود , وعليه يتوقف خضوع الموجودات لإدراكنا وحواسنا , أو افلاتها من دائرة الحواس . وقد اتضح ؟أن حواسنا لا تدرك سوى جزء يسير من تموجات الكون, في حين يفلت كل ما عداها . ولتوضيح ذلك أنقل القول التالي لدكتور "رؤوف عبيد" :"إن كل ما في الكون المادي المنظور يتردد ضمن 34000 و64000
موجة في البوصة الواحدة . وهذهتمثل اهتزازات الطيف المنظور الذي يقع ما بين اهتزازات الاشعة دون الحمراء, والأشعة فوق البنفسجية. وبما أن كل شيء يهتز فإن له موجة , ولكل موجة طول معين , ويتوقف خضوع أي شيء لحواسنا على درجة اهتزازه وبالتالي موجته.
وكلما ازداد اهتزاز الشيء كلما إزداد رقة واكتسب شفافية , فاهتزازات الغازات أسرع من اهتزازات السوائل واهتزاز السوائل أسرع من اهتزاز المواد الصلبة . وهكذا.
ويترتي على ذلك أن خضوع أي شيء لحواسنا مرهون بدرجة تذبذبه , فالعين متلاً تتأثر ببعض الاشعاعات دون غيرها, فما تأثرت به اعتبرته عقولنا ضوءاً,, وما لم تتأثر به اعتبرته ظلاماً. وهي لا تتأثر باشعة الطيف الشمسي إلا بما يقع بين اللونين الأحمر والبنفسجي , فما نقص عن الأول في طول موجته ما زاد عن الثاني في طول موجته لا تتأثر به , وكذلك الأمر بالنسبة الى آذاننا , فإنها لا يمكن أن تلتقط أي صوت إلا إذا ترواحت ذبذبته بين 20 و 20000 ذبذبة في الثانية . وبعبارة إخرى. فإن آذاننا لا تدرك سوى أحد عشر سلماً ونصف السلالم الصوتية , أما بلايين السلالم الأخرى فلا تدرك منها شيئاًُ" ( مفصل الإنسان روح لا جسد, الجزء الثاني , ص 209 و 214
-
لعل أعظم ما نخرج به من نظرية الاهتزاز أن نعلم مدى قصور حواسنا التي لا يمكن أن تصلح مدخلاً حقيقياً لأية معرفة حقيقة. وبالتالي فلنعود أنفسنا على ألا نعتبر كل وجود تطاله حواسنا هو الوجود الوحيد الحقيقي.
لقد سمحت هذه النظرية للعلماء أن يفترضوا وجود أكوان متداخلة مع بعضها, أي يخترق بعضها البعض الآخر دون أن يشعر أحدهما بوجود الآخر نظراً لتغاير رتبته في التردد.
وقد قرر العالم الكبير "جيفونيس"Jevons في مؤلفه " مبادىء العالم" " أنه قد يوجد هنا الآن كوكب غير منطور منا يخترق بمحيطاته وبحاره وأنهاره , وجباله ومدنه , وسكانه . عالمنا بما فيه من أجسام وكائنات تتجاوز في اهتزازها اهتزاز ما تقدر حواسنا على إدراكه".
( عالم الارواح\ نظرية الاهتزاز والتردد \ محمد عبد الهادي حيدر )
--------
بالنسبة إلى " الله " وأفكاره .. يقول هيرقليطس" الكلمة logos هي مساك الوجود كله والنظام الذي يتغلل فيه .) ( الله \ عباس محمود العقاد )
أي أن العالم هذا الذي نحيا بداخله كان فكرة عند خالقه قبل أن يكون عالماً مادياً ..
الموضوع :
التغيرات التي تطرأ على العالم المادي المحسوس ( عالمنا هذا ) تكون أفكار في العالم العلوي .. ومن ثم تهبط في وقتها ومكانها المحددين.. وهذه العملية تسمى ( القدر ) .
وحسبنا أن نشير إلى أن الحوادث التي جرت على كتل العالم المادي منذ فجر الخليقة والتي ستجري إلى يوم تزول الخلقية ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ) والحوادث التي كانت بين البشر والتي ستسمر إلى يوم يزول البشر . كانت في البدء موجودة في العالم العقلي " بالمصطلح الفلسفي ) أما تسمية الدين له فهي ( القدر ).
وكما هو معلوم بدين بضرورة .. (... وكتب في الذكر كل شيء )
معلوم أن القدر عند الله ولكن القدر ينزل بشكل ذبذبات .. ولا أعلم إن كان باستطاعتي أن اسميها فكرية ..
----
ليس كل امرء يسر بحاله .. وكُثر هم من يحبون تغير الحال إلى غيره .. ويلاقون في هذا من التعب ما يلاقون .. من الخيبة ما يدحرهم .. بيد أن الله تعالى .. في كل الديانات السماوية وفي الاسلام على وجه الخصوص .. لم يكبح الرغبة البشرية على الاطلاق بل جعل لها منفذاً بسلطانه تعالى .. ألا وهو الدعاء ..
ولنقرأ معاً هذا الدعاء الذي يلمىء القلب راحة وطمئنينة ..
ان الدعاء والبلاء ليعتلجان بين السماء والأرض» (حسن‚ رواه الحاكم 1/492) (يعتلجان: يتصارعان أو يتدافعان)
أي أن الافكار المتضادة في المساء تتصارع .. والفكرة القوية هي التي تغلب ..
والافكار المتوافقة تتحد مع بعضها .. فالحب يذجب الحب .. والكراهية تجذب الكراهية .. والعطف يجذب العطف ..
وبما أن لكل إنسان قدره .. فلابد لافكاره من الاصتطدام بقدره بصرف النظر إن كانت متوافقة مع قدره أم مخالفة لقدره .. وكما قلنا الفكرة القوية هي التي تغلب ..
وبما أن مصدر القدر هو ( الله الذي لا اله الا هو ) من المحال .. أن تغلب فكرة الانسان قدر الله ..
ولكن الله أبقى الباب مفتوحاً .. لرغبات العبد .. ومن ضمن فتح الباب الدعاء المذكور ..
فاذا أراد الانسان المسلم أن ينال شيء في المستقبل .. عليه أن يدعوا الله بذلك .. لا فقط أن يقوي فكرته اتجاه مطلبه .. لانه فكرة العبد لا تغلب قدر الله .. ولكن اذا ذكر العبد اسم الله في الدعاء .. فان وجود الله يكون حاضر في كلا الفكرتين .. وهنا يبقى على الانسان المسلم تقوية فكرته التي تتجلى في اليقين بدعاء .. والاسلام يحثنا على اليقين في الدعاء وقد ورد في هذا أحاديث كُثر ...
وقد يلزمنا الدعاء هنا باسم الله الاعظم وهو ( اللهم ) وقد يكون الله .. لان ( اللهم ) تحوي كلمة الله .. وسنين هذا الاستنتاج فيما بعد ..
وحسبنا أن نكتفي بهذا الان ..
محبتي