تَأَرْجَحَ وَجْهُكَ المشنوقُ و انفَصَلَتْ تَفاصيلٌ عن الأشياءِ...
و الأشْياءُ تُنْكِرُنا ..
و نُنْكِرُ أنّنا عَدَمٌ وَ نُنْكِرُها..
و نَسْرُدُ في جَفافِ الضوءِ غيْباً لا يَردُّ الموتَ عن حقلِ السنابلِ..
و المناجلُ تحصدُ التّاريخْ
مَهْلاً أَيّها المنبوذُ ..
ما بُرّئتَ من تُهَمِ التواطئِ مع خفافيشِ الخيالِ المُستبدّةِ...
كَيْفَ تمتصُّ الخُسوفَ الفوضويّ و تزدري زيت النخيلِ..؟!!
تُراكَ غيّركَ التملّحُ في المنافي و اشتقاقاتُ القواميس المُعوسجةِ الهزيمةِ..؟!!
كَيْفَ لا..!!
و الريحُ تجترحُ المقابرَ في جذوعِ السنْدِيانِ على المساقطِ..
نكبةٌ أخرى و تتْرُكُ حرفةَ التنقيحِ تنقيحِ الطلاسمِ من بُثورِ الوعْيِ ..
فاسْلَمْ و اصطفي لَكَ في الشرانقِ خوفَ شرْنَقَةٍ تضمّكَ لاجئاً من ملجئٍ يتقاسمُ الأنباءَ و الأبناءَ و الوَجَعَ الخرافيّ المُسيّسَ..
نَمْ و دَعْنا في غياباتِ الضميرِ نُخمّرُ الذكرى و ننزفُ شوكَنا الأزليّ..
منفيّونَ عن شمسٍ تَقُضُّ رؤى الصوامعِ في النزوحِ السرمديِّ..
و مُبْعَدونَ عن الرّصاصاتِ الأخيرةِ في صدورِ القمحْ
الشمسُ تحرثُ في السماءِ الليلْ
و لنا السماءُ عقيمةً ثكلى
لنا الأُفُقُ الخلوبُ
لنا الغيومُ الماكراتُ
لنا التخاذلُ في كَسادِ الظلّ و الوعدُ الكَذوبُ
نكباتُنا مصقولةٌ بِسُخامِ هذا الطيشِ طيشِ الفجرِ في وثنيّةِ الأبعادِ
فلتحملْ شَتاتَكَ أيّها المهدورُ في البُقَعِ الشريدةِِ
و انتحِلْ جَدَليّةً أُخرى و مَنْطِقْها بملحِ الغُرْبَةِ الساديِّ لوناً و ارتَحِلْ
ما أنْتَ أنتَ و لا سِواكَ على الخريطةِ..
و الخريطةُ تستحثُّ المنجلَ الوثنيّ كي يستنزفَ السّبَلاتِ جَهْلَ هِوايةٍ..
و يُكدّسُ التاريخَ أكوامَ احتقانٍ في شرايينِ الكَسادْ
لا تنسَ أن تَتَمَلّقَ الطاعونَ يجتاحُ البلادْ
لا تنسَ أن تنسى الخيالاتِ العجافَ على نفيرِ الرّيحِ ..
فاسْتَشهِدْ بطابو النَّزْفِ كيْ تسترجعَ الظلّ الذي غادرتَهُ كي تدفنَ الدُوريّ في جُنْحِ التآكلِ ..
فالخيامُ بعيدةٌ و الرّمْلُ ينشجُ
أنتَ وحدكَ في غيابِ الظلّ فاستجمعْ أناكَ ..
و قُلْ لِنفْسِكَ أيْنَ يحملُنا التماهي في الوقائعِ..؟!!
أينَ يحمِلُنا سِوانا..؟!!
أيّها المنكوبُ و المسلوبُ و المشنوقُ وجهاً ,,
أحرقِ التاريخَ و اطبعْ للضياعِ هويّةً أخرى و شوّهْ للكوابيسِ هوّية
و اغرُسِ الدمعَ المُقيّدَ و الجراحاتِ رَصاصاً في جموحِ البُنْدِقيّة
لن تُكابدَ نكبةً أُخرى و لن تستصرخَ الأصنامَ..
أو تَتَوَسّلَ البَرْقَ المُهرّبَ في السرابِ ..
فأَنْتَ وَحْدَكَ أُمّةٌ في أُمّةٍ جاستْ خلالَ حُقولِها نِقَمُ الجرادِ و ضرّجَتْها بالخَرائبِ,,
مَزّقِ الآنَ الخرائطْ..
و ارْسُمْ على وَجهِ الشّتاتِ خريطةَ الحُلُمِ النّزيفِ..
وَ سِرْ إليهِ على جُروحِكَ
فالشموسُ على المشانقِ لن تُكسّفَ مثلَ وجهِكَ ما يُكسّفُ
أيّها الأمَلُ الطريدُ عليكَ من غَدِكَ السلامْ